زائر زائر
| موضوع: الأحرار وحب الشهادة :: الجمعة ديسمبر 30, 2011 9:22 pm | |
| [color=darkblue]الأحرار وحب الشهادة :: من جملة المقدمات البارزة في ثورة عاشوراء، والمعنويات العالية للحسين (عليه السلام ) وأنصاره هو عنصر حب الشهادة، أي اعتبار الموت في سبيل الله هو إحدى الحسنيين ونافذة لبلوغ مقام القرب الإلهي ورؤية جنات الخلود، وهذا ما يجعلهم يتعطشون لإدراك فضيلة الشهادة والخلود.
وقد صرح الإمام الحسين (عليه السلام) بهذا في الخطبة التي قال فيها: (خط الموت…على بني ادم كخط القلادة على جيد الفتاة): وانتقى أنصاره بقوله: (ومن كان فينا باذلاً مهجته فليرحل معنا ) وسار بهم نحو منحر الشهادة. قال الله سبحانه وتعالى: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألاّ خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين )....
وهذا يتفاوت استقبال الموت مع الانتحار؛ فرق كبير لأن الأول قائم على إدراك أسمى من فلسفة الحياة، بينما الانتحار وإلقاء النفس إلى التهلكة محرم شرعاً. واستقبال الموت في سبيل القيم السامية مشروع ومعقول. وحتى إذا علم الإنسان أنّه سيشهد في المواجهة فإن موته ليس انتحاراً لأن التكليف يفرض أحياناً التضحية بالنفس في سبيل الدين، لأن الدين أغلى من حياة الإنسان.لان الحياة مع الذل ذل وخنوع .. ، فيروى عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قوله : ( يُعطى الشهيد عند أول قطرة من دمه ست خصال : تُكفّر عنه خطاياه، ويُرى مقعده من الجنة، ويُزوج من الحور العين، ويُؤمن من الفزع الأكبر ومن عذاب القبر، ويُحلّى حلّة الإيمان).... وحل هذا اللغز (اختيار الموت عن وعي) من خلال إدراك وفهم أعلى من الحياة والكرامة الإنسانية. وذهاب الإمام الحسين (عليه السلام) إلى كربلاء مع علمه بمقتله يُعزى إلى هذا الفهم. فهو (عليه السلام) يرى الموت خيراً من الحياة بذل: (لا أرى الموت إلاّ سعادة والحياة مع الظالمين إلاّ برماً ).
وهذه الثقافة متعارفة لدي كل الأقوام والشعوب والقيم الانسانية ، وهذا النوع من الموت الاختياري والواعي إتمام للحياة الحرّة الكريمة والشريفة وليس مناقضاً لها؛ لأن الموت ليس هو النهاية حتّى يقول قائل: أنّه أنهى حياته باختيار أسلوب الموت. فالموت الأحمر والاستشهاد نوع من الكمال الأسمى من الحياة. والحسين (عليه السلام ) مع علمه بشهادته في واقعة الطف، سار إلى منحر الشهادة ليحيى الإسلام في ظل شهادته، ويترعرع الحق. ولا شك أن مثل هذا الهدف يستحب أن يضحّي لأجله الحسين (عليه السلام ). وهذا الطريق اختاره الحسين (عليه السلام ) بإرادته، وفتحه أمام الإنسانية، والسائرون على هذا الطريق الخالد كلهم تلاميذ مدرسة عاشوراء.فهي مدرسة الأحرار والإرادة والشهادة ,,,,
وفي ليلة عاشوراء نهض أصحاب الإمام الحسين، الواحد تلو الأخر وأعلنوا عن هذا الاستعداد ولم يكن في قلوبهم أي خوف من الموت. وفي الطريق إلى كربلاء لمّا سمع علي الأكبر (عليه السلام) أباه يسترجع ويتحدّث عن الشهادة سأله: (ألسنا على الحقّ) فقال له: نعم. فقال علي الأكبر: ( يا أبه لا نبالي بالموت) .(حياة الإمام الحسين 3: 73، اللهوف: 26) وفي ليلة عاشوراء سأل القاسم عمه الحسين (عليهما السلام): وهل أنني سأقتل أيضاً؟ فسأله الحسين (عليه السلام ): كيف تجد الموت؟ قال: (أحلى من العسل) (إثبات الهداة 5: 204).
وكل هذا يكشف عن مدى الاستعداد وعلو التفكير بحيث يكون الموت في سبيل العقيدة والشهادة في سبيل الله أمنية قلبية لأتقياء قطعوا كل صلة لهم بملذات الدنيا وتعلقوا بالحياة الأبدية والرزق الإلهي في ظل الشهادة. وقد جاء هذا المفهوم في الأشعار التي كان ينشدها الإمام الحسين (عليه السلام) في يوم عاشوراء وما سبقه، ومن جملتها: وأن تـكن الأبـدان للمـوت أُنشـئت **** فقتل امرءٍ بالسيف في سبيل الله أفضل
كما ويتّضح هذا المعنى من الرجز الذي كان ينشده: (الموت أولى من ركوب العار…..).. (كشف الغمة 2: 32). وجاء في خطبة زينب (عليها السلام) في مجلس يزيد لعنه الله أنها تفتخر بهذه الشهادة حين قالت: (… فالحمد لله رب العالمين الذي ختم لأولنا بالسعادة والمغفرة ولآخرنا بالشهادة والرحمة )..(بحار الأنوار 45: 135).
وقال الإمام السجاد (عليه السلام) رداً على ابن زياد الذي هدده بالقتل: ( أبالقتل تهددني يا ابن زياد؟ أما علمت أن القتل لنا عادة وكرامتنا الشهادة )..... |
|
المدير العام المدير العام
اسم الدولة : الجنس : الابراج : عدد المساهمات : 367 نقاط : 865 النشاط : 0 تاريخ التسجيل : 19/11/2011 العمر : 63 الموقع : العراق العمل/الترفيه : مدرس لغة عربية متقاعد المزاج : الحمد لله والشكر على ما انعم علينا
| موضوع: رد: الأحرار وحب الشهادة :: السبت يوليو 21, 2012 11:59 am | |
| | |
|