المدير العام المدير العام
اسم الدولة : الجنس : الابراج : عدد المساهمات : 367 نقاط : 865 النشاط : 0 تاريخ التسجيل : 19/11/2011 العمر : 63 الموقع : العراق العمل/الترفيه : مدرس لغة عربية متقاعد المزاج : الحمد لله والشكر على ما انعم علينا
| موضوع: نظريات الإمام علي عليه السلام الجمعة ديسمبر 02, 2011 6:11 pm | |
|
|
المقدمة
من أبعاد المعرفة عنده عليه السلام
بمقدورنا بعد إيراد التوطئة المتعلقة بالحقل المعرفي عند أمير المؤمنين أن نقول إن تصورا قد تكامل لدينا حول عمق المعرفة و شمولها عند الإمام (ع) فهو:وريث رسول الله (ص) و المبين للامة ما بعث به،و مرجعها في كل تساؤلاتها الفكرية الملحة،كل ذلك كان حصيلة لإعداد مسبق من لدن رسول الله (ص) أشرنا لبعض مصاديقه فيما مضى من حديث.
بقي أن نشير في هذا الفصل إلى أبعاد المعرفة التي أسداها الإمام (ع) للانسان،المسلم منه و غير المسلم.
ففكر علي (ع) و إن كان رساليا هادفا إلى خدمة الرسالة الإلهية و حملتها،و عاملا على دفع عجلة مسيرة الاسلام التاريخية إلى الأمام،فإنه يبقى منهلا عذبا تنهل منه الانسانية بشتى نحلها و اتجهاتها الفكرية،و هو كفيل بهدايتها إلى الحق و إلى صراط مستقيم.
و قبل أن نعرض الخطوط العامة للجانب المعرفي عند الإمام (ع) ،جدير بنا أن نشير إلى أنه (ع) على الرغم مما طرحه في دنيا الفكر الانساني من أبواب المعرفة المتعددة،فإنا نظل عند قناعتنا من أن الإمام (ع) لم تسعفه الظروف الاجتماعية و السياسية على حد سواء في أن يسدي للانسان بالكثير مما عنده من معرفة.
فإذا أهملنا أثر الظروف السياسية التي ألمت بالإمام (ع) و منعته من أداء مهماته على الشكل المرجو من أجل مصلحة الرسالة و الانسان،فإن الظروف الاجتماعية لا تقل خطرا عن تلك الظروف،فالمجتمع الذي عايشة الإمام (ع) لم يكن في مستواه من ناحية وعيه الحضاري قادرا على إدراك الإمام و أهميته و دوره الرسالي الخطير في حياة الناس،و لعل أبلغ شاهد على ذلك ما كان يواجهه الإمام (ع) من تساؤلاتفجة و اعتراضات تافهة حين يدعو قومه للإفادة مما يحمل من علم جم،تلقاه من رسول الله (ص) .
و نذكر بهذا الصدد بعض تلك المواقف التي تقطر سخفا و بلادة،فقد خاطب الناس مرة بقوله :
« (سلوني قبل أن تفقدوني فو الله لا تسألوني عن فئة تضل مائة و تهدي مائة إلا أنبأتكم بناعقتها و سائقتها) .فقام إليه سنان بن أنس النخعي قائلا:أخبرني بما في رأسي و لحيتي من طاقة شعر!!» (1) .
و بينما كان الإمام (ع) يوما يحدث قومه عن بعض حوادث المستقبل كبر على أعشى باهلةـعامر بن الحارثـما تحدث به الإمام (ع) فقال له:
يا أمير المؤمنين!ما أشبه هذا الحديث بحديث خرافة (2) .
و على الرغم من ذلك كله فينبغي ألا نغفل عما كان ينطوي عليه ذاك المجتمع من طلاب للمعرفة من أجل الوصول إلى الهدى و الخير.
و كانت تلك الفئة واعية لحقيقة الإمام (ع) مؤمنة بقدرته الفائقة على طرح شتى أنواع الفكر الاسلامي في العقائد و التشريع و في مختلف أبواب المعرفة الضرورية لمسيرة الانسانية كلها.
و قد قابل أمير المؤمنين (ع) اولي الألباب بنفس الثقة التي أولوها له،فخصهم بالكثير من ألوان الإعداد و التوجيه و التثقيف ليواصل المسيرة التي بدأها رسول الله (ص) و التي يقودها خط الإمامة عبر التاريخ الاسلامي،ابتداء بعلي (ع) و انتهاء بأبي القاسم الإمام المهدي (ع) .و بلغ بالإمام (ع) أن يكشف الكثير من أسرار المعرفة لاولئك المتقين الأفذاذ من الرجال (3) .
كما و قد واصل الإمام (ع) أمر إعداد الحملة الحقيقيين للرسالة الإلهية ممن بدأ الرسول (ص) عملية إعدادهم أو غيرهم.
على أن الذي توفر للإمام (ع) طرحه،من آراء و مبادئ و حكم و مفاهيم في ساحة الفكر الانساني،كفيل بعضه دون جميعه بإبراز عظمة الإمام (ع) و قدراته العلمية الفائقة.
و ها نحن أولا،نعرض صورا من المعرفة عند الامام (ع) :
صور من الفكر العقائدي
للإمام (ع) باع طويل في عرض الصيغ المحددة للعقائد الاسلامية،من خلال ما طرحه من خطب و رسائل و مواعظ و مناقشات.
و الباحث فيما خلفه الإمام العظيم (ع) من ثروة فكرية يتجلى له بعمق أن أمير المؤمنين (ع) قد أعطى للعقيدة الاسلامية و ركائزها الأساسية على وجه الخصوص الكثير من الاهتمام و العناية،و أغلق الباب بوجه أي شذوذ و انحراف و عدول عن مضامينها الحقيقية بأسلوب واضح و جلي لا يمكن صرفه أو تأويله لأي معنى آخر غير ما أراده الإمام (ع) .فالله تعالى و أسماؤه الحسنى و صفات ذاته و صفات أفعاله،و الرسالة و النبوة و الوحي،و الملائكة و الإمامة و القضاء و القدر،و البعث و النشور و فلسفة الدنيا و الجنة و الحساب و سواها من اسس العقيدة الاسلامية،قد طرحها الإمام (ع) في صيغ محددة نابضة بقوة الحجة و البرهان و الوضوح .
و لو قدر للامة المسلمة بجميع فرقها أن تنهل من المنهل العذب الرقراق الذي فجرهعلي (ع) في دنيا الفكر الاسلامي،لاجتمعت الكلمة و توحد الصف و الهدف،و ما شهدت دنيا المسلمين أي لون من ألوان الشطحات و الانحرافات المضلة التي جنح إليها رهط من أتباع المدارس الفكرية عند المسلمين.
و بقدر ما تسمح به محاولتنا لدراسة الخطوط العامة لما خلفه لنا الإمام أمير المؤمنين (ع) من ثروة فكرية سنعرض نماذج من الفكر العقائدي الذي زين الإمام (ع) به صفحات الفكر الانساني بشكل عام:
تعليقات:
1ـابن أبي الحديد/شرح نهج البلاغة/ج 2/ص 286.و نفس الرواية في بحار الأنوار/ج 40/باب 93/ص 192.و لكنه يروي أن الرجل كان تميم بن اسامة التميمي.
2ـابن أبي الحديد/شرح نهج البلاغة/ج 2/ص .289
3ـابن أبي الحديد/شرح نهج البلاغة/ج 2/ص .286
سيرة رسول الله و أهل بيته(ع) ج 1 ص 652
مؤلف: لجنة التأليف مؤسسة البلاغ
كرامة الانسان
1 ـ «من كرمت عليه نفسه هانت عليه شهواته» (1)
2 ـ «من كرمت عليه نفسه لم يهنها بالمعصية» (2)
3 ـ «و اكرم نفسك عن كل دنية و ان ساقتك الى الرغائب فانك لن تعتاض بما تبذل من نفسك عوضا و لا تكن عبد غيرك و قد جعلك الله حرا» (3)
4 ـ «يا بنى اجعل نفسك ميزانا فيما بينك و بين غيرك فاحبب لغيرك ما تحب لنفسك و اكره له ما تكره لها و لا تظم كما لا تحب ان تظلم ...» (4)
الهوامش:
(1)نهجالبلاغه، حكمت 449
(2)مستدرك الوسائل ج 11 باب 41
(3)و (4) نهج البلاغه، كتاب ـ 31
الوفاء بعهد
.1 ان الوفاء توأم الصدق و لا أعلم جنة أوقى منه. و لا يغدر من علم كيف المرجع. و لقد أصبحنا فى زمان قد اتخذ أكثر أهله الغدر كيسا و نسبهم أهل الجهل فيه الى حسن الحيلة . ما لهم قاتلهم الله. (1)
.2 الوفاء لاهل الغدر غدر عند الله و الغدر بأهل الغدر وفاء عند الله. (2)
.3 المسوول حر حتى يعد. (3)
.4 وعد الكريم نقد و تعجيل و وعد اللئيم تسويف و تعليل (4)
الهوامش:
(1)نهج البلاغة
(2)نهج البلاغة: قصار الحكم، رقم 259
(3)نهج البلاغة: قصار الحكم، رقم 336
(4)غرر الحكم و درر الكلم ج 2 فصل 83 حديث 1 و .2
الايمان
الف) فضيلة الايمان
«ان افضل ما توسل به المتوسلون الى الله سبحانه الايمان به و برسوله» (1)
ب) اقسام الايمان
«فمن الايمان ما يكون ثابتا مستقرا فى القلوب و منه ما يكون عوارى بين القلوب و الصدور الى اجل معلوم» (2)
ج) دعائم الايمان
1 ـ «و سئل عن الايمان فقال: الايمان معرفة بالقلب و اقرار باللسان و عمل بالاركان» (3)
د) علامات الايمان
1 ـ «و قال (ع) لا يصدق ايمان عبد حتى يكون بما فى يدالله اوثق منه بما فى يده» (4)
2 ـ «قال (ع): الايمان ان توثر الصدق حيث يضرك على الكذب حيث ينفعك، و ان لا يكون فى حديثك فضل عن عملك و ان تتقى الله فى حديث غيرك» (5)
3 ـ «المومن بشره فى وجهه، و حزنه فى قلبه. اوسع شىء صدرا، و اذل شىء نفسا. يكره الرفعة، و يشنؤ السمعة. طويل غمه. بعيد همه. كثير صمته. مشغول وقته. شكور صبور. مغمور بفكرته . ضنين بخلته. سهل الخليقة. لين العريكة. نفسه اصلب من الصلد و هو اذل من العبد. (6)
ه) آفات الايمان
1 ـ «واعلموا ان يسير الريا شرك و مجالسة اهل الهوى منساة للايمان».
2 ـ «جانبوا الكذب فانه مجانب للايمان»
3 ـ ولا تحاسدوا فان الحسد ياكل الايمان كما تاكل النار الحطب (7)
و) ما يستقيم به الايمان
1 ـ الاعمال الصالحة
«فبالايمان يستدل على الصالحات. و بالصالحات يستدل على الايمان» (8)
2 ـ سلامة القلب
« ولقد قال رسول الله صلى الله عليه و اله «لا يستقيم ايمان عبد حتى يستقيم قلبه و لا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه» (9)
3 ـ الصبر
«و عليكم بالصبر فان الصبر من الايمان كالراس من الجسد و لا خير فى جسد لاراس معه و لا فى ايمان لا صبر معه» (10)
ز) ثمرات الايمان
1 ـ رؤية الله تعالى:
(وقد ساله ذعلب اليمانى فقال: «هل رايت ربك يا اميرالمومنين؟» فقال عليه السلام: «افاعبد ما لا ارى؟» فقال و كيف تراه فقال:) لا تراه العيون بمشاهدة العيان و لكن تدركه القلوب بحقائق الايمان
2 ـ القدرة على تحمل معرفة الولاية
«ان امرنا صعب مستصعب لا يحمله الا عبد مومن امتحن الله قلبه للايمان ولايعى حديثنا الا صدور امينة و احلام زينة» (11)
الهوامش:
(1)نهج البلاغة ـ خطبة، 110
(2)نهج البلاغة ـ خطبة، 189
(3)نهج البلاغة، كلمات قصار 227
(4)نهج البلاغة، كلمات قصار 310
(5)نهج البلاغة، كلمات قصار 458
(6)نهج البلاغة، كلمات قصار 333
(7)نهج البلاغة، خطبة 86
(8)نهج البلاغة، خطبة 156
(9)نهج البلاغة، خطبة 176
(10)نهج البلاغة، كلمات قصار 82
(11)نهج البلاغة خطبة، 189
التوبة
1 ـ «من اعطى التوبة لم يحرم القبول و من اعطى الاستغفار لم يحرم المغفرة» (1)
2 ـ «لا خير فى الدنيا الا لرجلين: رجل اذنب ذنوبا فهو يتداركها بالتوبة و رجل سيارع فى الخيرات» (2)
3 ـ «لا شفيع انجح من التوبة» (3)
4 ـ «ما كان الله ليفتح لعبد باب التوبة و يغلق عنه باب الاجابة» (4)
5 ـ «ترك الذنب اهون من طلب التوبة» (5)
6 ـ «و قال(ع) لقائل قال بحضرته أستغفر الله: ثكلتك امك اتدرى ماالاستغفار؟ الاستغفار درجة العليين. و هو اسم واقع على ستة معان: اولها الندم على ما مضى. و الثانى العزم على ترك العود اليه ابدا. و الثالث ان تؤدى الى المخلوقين حقوقهم حتى تلقى الله املس ليس عليك تبعة. و الرابع ان تعمد الى كل فريضة عليك ضيعتها فتؤدى حقها. و الخامس ان تعمد الى اللحم الذى نبت على السحت فتذيبه بالأحزان حتى تلصق الجلد بالعظم و ينشأ بينهما لحم جديد. و السادس أن تذيق الجسم الم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية، فعند ذلك تقول استغفرالله. (6)
الهوامش:
(1)كلمات قصار 135
(2)كلمات قصار 94
(3)كلمات قصار 371
(4)كلمات قصار 435
(5)كلمات قصار 170
(6)كلمات قصار 417
مكانة الدنيا عند علي عليه السلام
و أحذركم الدنيا فإنها منزل قلعة، و ليست بدار نجعة. قد تزينت بغرورها، و غرت بزينتها . دار هانت على ربها، فخلط حلالها بحرامها و خيرها بشرها، و حياتها بموتها، و حلوها بمرها . لم يصفها الله تعالى لأوليائه، و لم يضن بها على أعدائه. خيرها زهيد، و شرها عتيد. و جمعها ينفد، و ملكها يسلب، و عامرها يخرب. فما خير دار تنقض نقض البناء و عمر يفنى فناء الزاد، و مدة تنقطع انقطاع السير. اجعلوا ما افترض الله عليكم من طلبكم، و اسألوه من أداء حقه ما سألكم. و أسمعوا دعوة الموت آذانكم قبل أن يدعى بكم. إن الزاهدين فى الدنيا تبكى قلوبهم و إن ضحكوا، و يشتد حزنهم و إن فرحوا، و يكثر مقتهم أنفسهم و إن اغتبطوا بما رزقوا.
نهج البلاغة خطبة 113
|
| |
|