أشهر السنة الهجرية وشرح تسميتها بهذه الاسماء

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أشهر السنة الهجرية

تتألف السنة الهجرية من أثني عشر شهرا وفي ذلك قول الله تعالى جل ذكره «ان
عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض
منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن انفسكم وقاتلوا المشركين
كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين» التوبة - 36 ..
ومراد قوله سبحانه وتعالى الشهور التي تتألف منها السنة القمرية وواحدها
شهر وهو اسم للهلال أو القمر من مادة الشهرة، ثم سميت به الأيام من أول
ظهور الهلال الى سرارها..
وفي ذلك يقال شهر فلان سيفه إذا أخرجه من غمده، ويقال شهر الشهر اذا طلع
هلاله ويقال أشهرنا نحن اذا دخلنا في الشهر.. ومراد قوله تعالى ايضا أشهر
العرب الذين نزل القرآن الكريم بلغتهم ومدارها الأهلة سواء جاء الشهر
ثلاثين او تسعة وعشرين يوما.
وتفيد الروايات التاريخية أنها اعطيت هذه الاسماء لاتفاق حالات وقعت في كل
شهر فسمي الشهر بها عند ابتداء الوضع، وقيل ان اول من سماها كلاب بن مرة. فالشهر الأول منه وهو المحرم
سمي بذلك لأن العرب كانت تحرم فيه الحرب والغارات. وقيل اطلقوا عليه هذا
الاسم لأنهم اغاروا فيه فلم ينجحوا، فحرموا القتال فيه، فسموه «محرم»، ويجمع على محرمات ومحارم ومحاريم.
واما الشهر الثاني فهو صفر، وقد سمي بذلك لأسواق كانت باليمن تسمى الصفرية،
كانوا يمتاروا منها، وقيل لأن المدن كان تخلو من أهلها لخروجهم الى الحرب
والغارات. اي لصفر بيوتهم فيه منهم عند خروجهم الى الحرب والغارات وقيل
لانهم كانوا يغيرون على الصفرية، وهي بلاد ويجمع على صفرات وأصفار وصفور
وصفار.
واما الشهر الثالث فهو ربيع الأول وقد سمي بذلك لأن تسميته جاءت في الربيع و لأن العرب كانوا يخصبون فيه ما أصابوه في صفر وذلك لأن الربيع هو الخصب.
واما الشهر الرابع فهو ربيع الأخر
سمي بذلك لان تسميته جاءت في الربيع ايضا فلزمه ذلك الاسم، ويقال فيه
“ربيع الاخر” ولا يقال “ربيع الثاني” لان الثاني توحي بوجود ثالث، بينما
يوجد ربيعان فقط
وقيل لاتباع الناس والدواب فيه. ويقال في التثنية ربيعان الاولان وفي الجمع
ربيعات الأولات، وفي حالة اضافة شهر يقال في التثنية شهرا ربيع الأولان،
ويقال في الجمع شهرات ربيع الأولات والاوائل.
واما الشهر الخامس فهو شهر جمادى الاولى وقد سمي بذلك لجمود الماء فيه من شدة البرد في الزمان الذي سمي به.
واما الشهر السادس فهو شهر جمادى الأخر سمي
بذلك لان تسميته جاءت في الشتاء ايضا، فلزمه ذلك الاسم. ويقال فيه “جمادي
الاخرة” ولا يقال “جمادي الثانية” لان الثانية توحي بوجود ثالثة، بينما
يوجد جماديان فقط
واما الشهر السابع فهو شهر رجب سمي بذلك لان العرب كانوا يعظمونه بترك القتال فيه، يقال رجب الشيء أي هابه وعظمه
وقيل عدا ذلك ان العود رجب النبات فيه اي اخرجه وسمي رجبا نسبة لذلك. ويجمع رجب على رجبات وأرجاب وفي الكثرة على رجاب ورجوب.
وأما الشهر الثامن فهو شهر شعبان وقد سمي بذلك لتشعب العرب فيه الى مياههم وطلب الغارات، وقيل لتشعب العود، وقيل ايضا لأنه شعب بين شهري رجب ورمضان.
وأما الشهر التاسع فهو شهر رمضان
وقد سمي بذلك لشدة حر الرمضاء فيه ولأنه وافق وقت تسميته زمن حر ترمضت فيه
الفصال. فهو مشتق من الرمضاء وهو مصدر رمض، اي احترق. ويجمع على رمضانات
ويقال في التثنية عند اضافة لفظ شهر رمضان وفي الجمع شهرا رمضان وأشهر
رمضان واشهر رمضان.
واما الشهر العاشر فهو شوال. سمي بذلك لانه تسمى في فترة تشولت فيها البان الابل (نقصت وجف لبنها)
وقد سمي بذلك أيضا أخذا من شالت الابل اذنابها اذا حالت، وقيل من شال يشول
اذا ارتفع، وذلك لأن الابل كانت تشول في الوقت الذي سمي فيه بأذنابها من
شدة الضرب. ويجمع شوال على شوالات وشواويل وشواول.
واما الشهر الحادي عشر فهو ذو القعدة بالفتح أو الكسر. وقد سمي بذلك لقعود العرب فيه عن الحرب والغارات اذ هو من الاشهر الحرم. ويجمع على ذوات القعدة.
واما الشهر الثاني عشر والاخير فهو ذو الحجة وقد سمي بذلك لأن الحج اتفق فيه. وهو يجمع على ذوات الحجة.
وجدير بالذكر ان من هذه الاشهر المذكورة اربعة حرم، ثلاثة سرد، وهي ذو
القعدة وذو الحجة والمحرم، وواحد فرد وهو رجب. هذا ما رواه الاصمعي عن
العرب في ترتيب الاشهر الحرم الا ان غيره اعتبر المحرم الواحد الفرد واعتبر
السرد رجب وذا القعدة وذا الحجة لتكون الاربعة الاشهر في سنة واحدة، وهذا
مروي عن ابن عباس رضي الله عنه..
وفي ذلك قول الله تعالى: «ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم» التوبة - 36 ..
وجدير بالذكر ان واحد الاشهر الحرم، حرام وهو من الحرمة، وكما سبق ان الله
تعالى فرض احترام هذه الاشهر وتعظيمها وحرم القتال فيها على لسان الخليل
ابراهيم والذبيح اسماعيل عليهما السلام وذلك لتأمين الحج وطرقه. وكان العرب
قد ورثوا من ملة ابراهيم واسماعيل تحريم القتال في الاشهر الحرم كما ورثوا
مناسك الحج ولما طال عليهم الامد غيروا وبدلوا في المناسك وفي تحريم
الاشهر الحرم بالتأويل.
وهو أن ينسأوا التحريم، واستمر الامر على هذا المنوال الى أن أنزل الله
تعالى قوله الذي يؤكد فيه حرمة الاشهر الحرم وذمه للنسيء بقوله تعالى:
«يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه
كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام واخراج أهله أكبر عند الله
والفتنة أكبر من القتل ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم ان
استطاعوا ومن يرتد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فاولئك حبطت اعمالهم في
الدنيا والآخرة واولئك اصحاب النار هم فيها خالدون» البقرة - 217 .. فهو تأكيد لحرمة القتال في الشهر الحرام الا على سبيل الدفع.
وفي ذلك قول الحق تبارك وتعالى: «ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والارض منها أربعة حرم» التوبة -36 .. وفي ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع «الا ان الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض.
والمراد بالزمان هنا للسنة وبهيئته حالته ومعنى الحديث ان الزمان استدار
كهيئته يوم خلق الله تعالى السموات والأرض وعودة حساب الشهور الى ما كان
عليه من اول نظام الخلق بعد ان كان قد تغير عند العرب بسب النسيء في
الاشهر. فقد وقع التاسع من ذي الحجة من حجة الوداع في الوقت الذي حلت فيه
الشمس برج الحمل حيث يستوي الليل والنهار. تفسير الطبري. صحيح البخاري.
ومن اشهر السنة الهجرية كما سبق القول اشهر معلومات، اي اشهر يعلم الناس ما
فيها من فرائض، ومنها اشهر الحج وهي شوال وذو القعدة وذو الحجة التي يصح
الاحرام بها من غرة أولها وتنتهي اركانه وواجباته في اثناء آخرها. وفي ذلك
يقول تعالى: «الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج
فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج، وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا
فان خير الزاد التقوى واتقوني يا أولي الألباب» البقرة - 197 ...
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل وسلم على سيدنامحمد وعلى اله وصحبه وسلم
اللهم انك قديم وهذا عام جديد قد أقبل وسنة جديدة قد أقبلت نسألك من خيرها
ونعوذ بك من شرها ونستكفيك فواتها وشغلها فارزقناالعصمة من الشيطان الرجيم
اللهم انك سلطت علينا عدوا بصيرا بعيوبنا ومطلعا على عوراتنا من بين ايدينا
ومن خلفناوعن ايمانناوعن شمائلنا يرانا هو وقبيله من حيث لا نراهم اللهم
آيسه منا كما آيسته من رحمتك وقنطه مناكما قنطته من عفوك وباعد بينناوبينه
كما حلت بينه وبين مغفرتك انك قادر على ذلك وانت الفعال لماتريد وصلى الله
على سيدنامحمد وعلى اله وصحبه وسلم ( 3) مرات يوميا.
لا تنسوني من دوعائكم الصالح
منقول