ما علاقة سورة
الفجر بالإمام الحسين عليه السلام ؟!
قال تعالى:
والفجر * وليال عشر * والشفع والوتر * والليل إذا يسر * هل في ذلك قسم لذي حجر ..
(صدق الله العلي العظيم).
يحثنا الإمام الصادق (عليه السلام) على تلاوة سورة الفجر ويبين لنا السبب والعلة
من ذلك فهي باختصار تبين لنا قضية الحسين (عليه السلام) ومصيبة عاشوراء ..
يقول الإمام الصادق (عليه السلام): " (اقرءوا سورة الفجر في فرائضكم ونوافلكم
فإنها سورة الحسين (عليه السلام)" ..
وقال (عليه السلام): "من قرأها كان مع الحسين (عليه السلام) يوم القيامة في
درجته من الجنة"
قد يرد سؤال بأذهاننا بأي لحاظ الإمام الصادق (عليه السلام) يقول بأنها سورة
الحسين؟
باعتبار أن الحسين عليه السلام هو أفضل مصاديق ما نزل في آيات هذه السورة
والمصداق الأكمل الذي يمثل هذه الآيات هو الحسين (عليه السلام) خصوصا الآيات الأخيرة من هذه السورة في قول الله تعالى:
"يا أيتها النفس المطمئنة * ارجعي إلى ربك راضية مرضية * فادخلي في عبادي *
وادخلي جنتي "نزلت هذه الآية خصوصا ليوم عاشوراء لنداء الحسين (عليه السلام).
باعتبار"وليال عشر" تمثل عشرة محرم وهي العشرة المختصة بالحسين عليه السلام،
وقد
نلاحظ حرف الواو في "وليال" فالوارد في اللغة العربية الواو هنا تستخدم للقسم.
هذا التفسير مذكور في الكثير من روايات الشيعة وخصوصا روايات الشيخ هيثم البحراني
قد يقول قائل منا هل مجرد قراءة سورة الفجر (لفظيا) يترتب عليه كسب الثواب والأجر
الكبير وأن يكون مع الحسين (عليه السلام)؟
في مقام الإجابة على هذا التساؤل ليس متعلق بالقراءة اللفظية وإنما القراءة
المتبصرة الواعية التي تحوي التأمل والتدبر حينها تتحقق الكونية مع الحسين
(عليه السلام) فلابد منا أن نعمل ونتفقه ونتدبر بما نقرأ.
(اقرأ وأرقى بالعمل)
ثواب وأجر من يقرأ هذه السورة يغفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر بعدد قرأتها.
ويأتي يوم القيامة وله نور يشع ينور له دربه ويكون مع الحسين (عليه السلام) في
جنته.
ما هو الفجر الذي قسم الله به في سورة الفجر؟
يريد الله أن يثبت قضايا مهمة وعظيمة ولذلك يحتاج إلى أقسام عظيمة جدا بعظمته.
منها ::
أقسم الله جل اسمه بالفجر وهو علامة انتهاء الليل وذهاب الظلام وبزوغ الفجر فأقسم
بفجر عاشوراء وصاحب فجر عاشوراء وهو الحسين
(عليه السلام) فالفجر هنا يمثل حركة تغييرية وانتهاء فترة مظلمة وقدوم فترة
نورانية وفجر عاشوراء يمثل انعطافة في حياة وحركة البشرية جمعاء.
وكثيرا ما رددت أمهاتنا هذه المقولة عن الإمام الحسين (عليه السلام): "شريت
شيعتي بدم رقبتي"
منها:
قوله عز وجل "وليال عشر" القسم الثاني هم الأئمة العشرة من ولد علي بن أبي طالب
عليه السلام قبل المهدي (عليه السلام) وكما نعلم بأن المفسرون لهم أقوال كثيرة أكثر من عشرين قول فيقول البعض هي الليالي الأولى من شهر ذي الحجة أو العشرة الأخيرة من شهر رمضان والتي تتضمن ليالي القدر ..
منها:
وفي قوله "والشفع" هنا قسم الله بفاطمة وعلي عليهما السلام
"والوتر" رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وهو القسم الثالث ..
والقسم الرابع قوله عز وجل (والليل إذا يسر): وهو انقضاء ظلمة الليل وانصرافه ..
والمراد من لفظ (هل في ذلك قسم لذي حجر) أي أن ما ذكر من الأقسام السابقة مقنعة
لذو العقول ...
قال الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) :
في بيان فضل سورة الفجر:
(من قرأها في ليال عشر غفر له ومن قرأها في سائر الأيام كانت له نورا في القيامة)
..
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين ورحمة
الله وبركاته ..
نسألكم الدعاء .....