( 52 )2. مكانةالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عند قريش[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] حينما كان (
صلى الله عليه وآله وسلم) في عمر 35 عاماً واجه اختلافاً كبيراً
بين قريش، تمكن بحكمته من إزالة ذلك التخاصم،ممّا كشف عن مدى الاحترام
الذي حظا به عند قريش. فعندما هُدمت الكعبة بسبب سيل عظيم، قام القوم بإعادة
بنائها، إلاّ أنّهم اختلفوا في وضع الحجر الاَسود في مكانه، فتنازع زعماء قريش
فيمن يتولى وضعه،ممّا أخّر عملية البناء مدة خمسة أيّام، وكادت أن تنشب فيما
بينهم بسببه حرب دامية، وربما طويلة،حتى قام فيهم شيخ منهم وقال:يامعشر
قريش اجعلوا بينكم فيما تختلفون فيه أوّل من يدخُل من باب هذا المسجد
يقضي بينكم فيه. فقَبِلُوا رأيه فكان أوّلَ داخل عليهم محمّد رسول اللّه «صلى الله
عليه وآله وسلم» فقالوا: هذا محمّد الاَمين، رضينا، هذا محمّد. فقال ص: هلمَّ إليَّ
ثوباً فأخذ الحجر ووضعه فيه و قال: لتأخذ كلّ قبيلة بناحية من الثوب ثمّ ارفعوه
جميعاً. ثمّ وضعه (
صلى الله عليه وآله وسلم) بيده في مكانه.
(1)[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] 3. إيمان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و آبائه وكفلائه قبل الاِسلام[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] تدلّ الدلائل التاريخية والعقلية والمنطقية، على أنّ النبي الاَكرم «صلى الله
عليه وآله وسلم» لم يعبد غيرَ اللّه منذُ ولد حتى رحل إلى ربّه، وكذلك ما كان عليه
آباوَه وكفلاوَه.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فجدّه عبد المطلب، طلب من اللّه وهو في الكعبة أن يرد هجوم أبرهة
ويهزم جيشه، فقد كان الموحّد الذي لا يلتجىَ في المصائب والمكاره إلى غير
كهف اللّه. كما أنّه كان يستسقي بالتوسّل إلى اللّه تعالى. وقد اعترف الموَرّخون
بذلك، فقد ذكر اليعقوبي: «ورفض عبد المطلب عبادة الاَوثان والاَصنام، ووحّد
اللّه عزّوجلّ، ووفى بالنذر، وسنّ سنناً نزل القرآن بأكثرها، وجاءت السنّة الشريفة
____________
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] 1 . السيرة النبوية:1|192؛ فروع الكافي:4|217.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
( 53 )من رسول اللّهبها،وهي الوفاء بالنذر، ومائة من الاِبل في الدية، وألا تنكح ذاتُ
محرم، ولا توَتى البيوت من ظهورها، وقطع يد السارق،والنهي عن قتل الموَودة،
وتحريم الخمر، وتحريم الزنا والحدّعليه، والقرعة، وألاّ يطوف أحد بالبيت
عرياناً،وتكريم الضيف،وألا ينفقوا إذا حجّوا إلاّ من طيب أموالهم،وتعظيم الاَشهر
الحرم، ونفي ذات الرايات».
(1)[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] كل ذلك يوَكد تماماً توحيده وإيمانه باللّه واعترافه برسالة النبي «صلى الله
عليه وآله وسلم» .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وكذلك كان عمّه أبو طالب، فله مواقف كثيرة بارزة قبل البعثة، تكشف عن
عمق إيمانه وتوحيده، فقد اعتبر حامي الدين والمدافع عن المسلمين، آمن بالنبي
(
صلى الله عليه وآله وسلم) واعتبره في قمة الكمال الاِنساني، بالاِضافة إلى أنّه
أحلّه من قلبه محلَ الابن والاَخ، فكان يصحبه معه إلى المصلّى، ويستسقي به،
حيث كانت دعوته تُستجاب دون تأخير، كما اصطحبه معه في سفره إلى الشام،
كما أنّ دفاعه عن النبي (
صلى الله عليه وآله وسلم) لم يكن مادياً، فلم يقصد من
وراء ذلك كسباً مادياً من مال وثروة، كما لم يهدف للحصول على جاه ومقام
وإحراز مكانة اجتماعية مرموقة، لاَنّه كان يمتلك في المجتمع أعلى المناصب،
فقد كان رئيساً لمكّة المكرّمة، بل إنّه فقد منصبه ومكانته بسبب موقفه الموالي
للنبي (
صلى الله عليه وآله وسلم) وعدم الاستجابة لقومه في تسليمه «صلى الله
عليه وآله وسلم» لهم، ممّا استوجب سخط الزعماء عليه واستياءهم منه، وإظهار
العداء له ولبني هاشم عامة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]____________
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] 1 . تاريخ اليعقوبي:2|9.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
( 54 )فالقول بأنّ تضحية أبي طالب في سبيل النبي (
صلى الله عليه وآله وسلم)
بالنفس والنفيس كان بدافع علاقة القربى والعصبية القبلية، تصوّر باطل، إذ أنّذلك
كان بدافع اعتقاده الراسخ برسول اللّه (
صلى الله عليه وآله وسلم) الذي اعتبره
مظهراً كاملاً للفضيلة والاِنسانية، وأنّ دينه أفضل برنامج للسعادة. ولما كان يحب
الحقيقة والكمال والحقّ، فقد كان من الطبيعي أن يدافع عن تلك الفضائل
وينصرها بكلّ جهوده وقواه.
(1)[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] كما أنّ هناك مواقف محددة توَكد المعنى السابق:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فقد أصدر تهديداً بمحاربة رجال قريش بالسلاح، إذا أقدموا على أي سوء
نحو النبي (
صلى الله عليه وآله وسلم) فقد حافظ على حياته «صلى الله عليه وآله
وسلم» لفترة 42 عاماً، ودافع عنه، وخاصةً في سنوات البعثة العشرة، فهو قد تولى
مهمة كفالته والدفاع عنه والمحافظة على حياته بصدق وإخلاص، بالنفس والمال،
وإيثاره على نفسه وأولاده والاِنفاق عليه من ماله، منذ صِغَره «صلى الله عليه وآله
وسلم» وحتى الخمسين من عمره. ولذا كان لفقده أكبرُ الاَثر على سير الدعوة
الاِسلامية.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وهو ما دفع ابن أبي الحديد المعتزلي أن ينشد بيتين يوضح تضحيته هو
وابنه علي (
عليه السلام) :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] و لـولا أبـو طـالب وابنــُه لما مثلُ الدّين شخصاً وقاما
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فـذاك بمكـة آوى وحامـى وهذا بيثرب جسّ الحِمامـا
(2)[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ويمكن التعرّف على إيمانه و إخلاصه عن طريق أشعاره وخدماته القيّمة في
____________
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] 1 . وقد أشار إلى كلّ ذلك في قصائده وأشعاره. ونقل ابن هشام في سيرته:1|352 ، 15 بيتاً من
قصيدته.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] 2 . شرح نهج البلاغة:14|84.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
( 55 )السنوات العشر الاَخيرة من عمره، فمن قصائده المطولة نختار البيتين التاليين:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ليعلم خيارُ النـاس أنّ محمـّداً نبيُّ كموسى والمسيحِ بن مريم
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] أتـى بهـدى مثلمـا أتيــا بــه فكلّ بأمر اللّه يهدي ويعصم
(1)[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] لقد كان إيمانه قوياً لدرجة أنّه رضى بأن يتعرض كل أبنائه لخطر القتل والاغتيال
ليبقى محمد (
صلى الله عليه وآله وسلم) دون أن يمسّه أعداوَه بأيّ سوء. كما أنّه
أوصى أولاده عند وفاته قائلاً: أُوصيكم بمحمّد خيراً فإنّه الاَمين في قريش، وهو
الجامع لكلّما أوصيكم به. كونوا له ولاةً، ولحزبه حماةً، واللّه لا يسلك أحد منكم
سبيله إلاّرَشَد، ولا يأخذ أحد بهديه إلاّسعد.
(2)[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وبينما كفّره البعض من علماء السنة، إلاّ أنّ منهم من حكموا بإسلامه
وبإيمانه، مثل: «زيني دحلان» مفتي مكة (المتوفّى 1304هـ)، وقد تمادى بعض
منهم في توسيع دائرة الكفر فشملت آباء النبي (
صلى الله عليه وآله وسلم) ، و كان
ذلك من آثار الحكومات الاَموية والعباسية التي عملت بكلّ جهدها لتأكيد كفر أبي
طالب والاِعلام ضدّ إيمانه، لاَنّه كان والد الاِمام علي (
عليه السلام) الذي اجتهدت
الاَجهزة الاِعلامية لتلك الحكومات في الحط من شأنه دوماً، وخاصةً إنّ إسلامه
مع أبيه كان يعد فضيلة بارزة من فضائله.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] أمّا علماء الشيعة الاِمامية والزيدية فقد اتّفقوا على أنّه كان من أبرز الموَمنين
برسول اللّه (
صلى الله عليه وآله وسلم) ولم يخرج من الدنيا إلاّبقلب يفيض إيماناً
بالاِسلام وإخلاصاً للّه تعالى وحباً للمسلمين.
(3)____________
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] 1 . مجمع البيان:7|37؛ الحجة:57؛مستدرك الحاكم:3|623.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] 2 . السيرة الحلبية: 1|35.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] 3 . يوضح هذا الجانب جيداً صاحب موسوعة الغدير، العلاّمة الاَميني.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
( 56 )وأمّا أقاربه وما قدّموه من أفعال وأقوال توَكد موقفه الاِيجابي، فإنّ النبي
(
صلى الله عليه وآله وسلم) دفنه بنفسه. كما أنّ الاِمام الحسين (
عليه السلام) أجاب
عندما سئل عن إيمانه قال: «واعجباً، إنّ اللّه تعالى نهى رسوله أن يقرّ مسلمة على
نكاح كافرٍ، وقد كانت «فاطمة بنت أسد» من السابقات إلى الاِسلام لم تزل تحت
أبي طالب حتى مات».
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وقال (
عليه السلام) : «ألم تعلموا أنّ أمير الموَمنين علي (
عليه السلام) كان
يأمر أن يحجّ عن عبد اللّه وأبيه».
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وقال الاِمام الصادق (
عليه السلام) : «إنّمَثَل أبي طالب مَثَل أصحاب الكهف
أسرّوا الاِيمان وأظهروا الشرك، فآتاهم اللّه أجرهم مرّتين،وكذلك أبو طالب».
(1)[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ومن المعروف، أنّه للتعرف على عقيدة فردٍ ونمط تفكيره،ينبغي الاعتماد
على:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ـ دراسة آثاره العلمية والاَدبية وما تركه من أقوال وكلمات.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ـ و أسلوب عمله وتصرفاته في المجتمع.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ـ و آراء أقربائه ومعارفه حوله.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وكلّتلك الجوانب أكدت إسلام أبي طالب، حامي الرسول العظيم «صلى
الله عليه وآله وسلم» ، فتسقط كلّ الاَقاويل والاَحاديث التي بثّها أعداوَه للحط من
شأنه وإلصاق الكفر به.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وكذلك كان أبو النبي (
صلى الله عليه وآله وسلم) عبد اللّه، فقد ذكر النبي
(
صلى الله عليه وآله وسلم) إنّه انتقل في الاَرحام المطهّرة ممّا يوَكّد طهارة آبائه
وأُمّهاته من كلّدنس وشرك.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وقد أشار الشيخ المفيد إلى أنّالاِماميّة تتفق على أنّ آباء رسول اللّه «صلى
____________
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] 1 . أُصول الكافي:1|448.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
( 57 )الله عليه وآله وسلم» من لدن آدم إلى عبد اللّه بن عبد المطلب كانوا موَمنين باللّه
وموحّدين إيّاه، واحتجّوا في ذلك بالقرآن و الاَخبار.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قبل البعثة تدلّ الشواهد التاريخية بالاِضافة إلى البراهين العقلية، على أنّه ص كان
موَمناً باللّه وموحّداً إيّاه قبل البعثة، فلم يعبد وثناً قط، ولم يسجد لصنم أبداً. وقد
أجمع الموَرّخون على أنّه (
صلى الله عليه وآله وسلم) كان يخلو بحراء أشهراً كلّ
عام يعبد اللّه تعالى فيه، فقد ذكر الاِمام علي (
عليه السلام) : «ولقد كان يجاور في
كلّسنة بحراء، فأراه ولا يراه غيري».
(1)[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] حتى وافاه جبرائيل (
عليه السلام) بالرسالة في هذا المكان وفي تلك الحال،
وقد صرح بهذا أيضاً أصحاب الصحاح الستة، وجاء في الاَخبار أنّالرسول «صلى
الله عليه وآله وسلم» حجّقبل البعثة عدّة حجّات، وكان يأتي بمناسكها على وجه
صحيح بعيداً عن أعين قريش، فقال الاِمام الصادق (
عليه السلام) : «حجّ رسول
اللّه عشر حجّات مستتراً في كلّها».
(2)[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وكلّ تلك الوقائع أصدق دليل على إيمانه وتوحيده، وهو النبي الخاتم
والاَفضل من جميع الاَنبياء والمرسلين بنصّ القرآن الكريم. وجاء عن «العلاّمة
المجلسي»، أنّه قد وردت أخبار كثيرة أنّه (
صلى الله عليه وآله وسلم) كان يطوف
ويعبد اللّه في حراء، ويرعى الآداب المنقولة من التسمية والتحميد عند الاَكل
وغيره،فكيف يمكن للّه تعالى أن يهمل أفضل أنبيائه أربعين سنة بغير عبادة
(3) ____________
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] 1 . نهج البلاغة: الخطبة 192.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] 2 . وسائل الشيعة:8|88.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] 3 . بحار الاَنوار:18|280.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
( 58 )والنبي (
صلى الله عليه وآله وسلم) كان موَمناً موحّداً عابداً للّه ساجداً قائماً
بالفرائض العقلية والشرعية، مجتنباً عن المحرمات، عالماً بالكتاب وموَمناً به
إجمالاً،وراجياً لنزوله إليه، إلى أن بعثه اللّه لاِنقاذ البشرية عن الجهل وسوقها إلى
الكمال.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فكان (
صلى الله عليه وآله وسلم) أفضل الخلق وأكملهم خلقاً وخُلقاً وعقلاً،
وأنّه كان يعمل حسب ما يُلهَم سواء كان مطابقاً لشرع ماقبله أم مخالفاً، وأنّ هاديه
وقائده، منذ صباه إلى أن بُعِث هو نفس هاديه بعد البعثة.
(1)[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]4. الوحي في غار حراء ويقع جبل حراء في شمال مكّة، ويستغرق الصعود إليه مدّة نصف ساعة،
ويتكوّن من قطع صخرية لا أثر للحياة فيها. أمّا الغار فيقع في شمال الجبل، وهو
يحكي ذكريات رجل طالما تردّد عليه وقضى الساعات والاَيّام والاَشهر في
رحابه، يتعبد اللّه ويتأمّل في الكون وفي آثار قدرة اللّه وعظمته. إذ أنّ النبي ص
كان يفكّر في أمرين، قبل أن يبلغ مقام النبوة:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] 1. ملكوت السماوات والاَرض، فيرى في ملامح كلّ من الكائنات نور
الخالق العظيم وقدرته وعظمته، فتفتح عليه نوافذ من الغيب تحمل إلى قلبه وعقله
النور الاِلهي المقدّس.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] 2.المسوَولية الثقيلة التي ستوضع على كاهله، فكان يفكر في فساد حياة
المجتمع المكي، وكيفية رفع كلّذلك وإصلاحه.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وأمّا الرسالة الاِلهية إليه (
صلى الله عليه وآله وسلم) فقد أمر اللّه تعالى
____________
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] 1 . للتوسع في ذلك يراجع مفاهيم القرآن للموَلف:5|135.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
( 59 )جبرائيل (
عليه السلام) بأن ينزل على أمين قريش في الغار ويتلو على مسامعه
بضع آيات كبداية لكتاب الهداية والسعادة، معلناً بذلك تتويجه بالنبوة ونصبه
لمقام الرسالة، وطلب منه أن يقرأ، أو قال: يا محمّد اقرأ، قال: وما أقرأ؟ قال يا
محمّد(
اقْرأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الّذي خَلَق* خَلَقَ الاِِنْسانَ مِنْ عَلَق*اقْرَأْ وَرَبُّكَ الاََكْرَم* الَّذِي
عَلَّمَ بِالقَلَم* عَلَّمَ الاِِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَم) (1) ثمّ أوحى إليه ربّه عزّ وجلّ ما أمره به ثمّصعد
إلى العلوّونزل محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) من الجبل، وقد غشيه من تعظيم
جلال اللّه وورد عليه من كبير شأنه ما ركبه الحمى والنافض.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وقد أوضحت هذه الآيات برنامج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وبيّنت
بشكل واضح أنّ أساس الدين يقوم على القراءة والكتابة والعلم والمعرفة
باستخدام القلم. ثمّ خاطبه الملك: «يا محمّد، أنت رسول اللّه، وأنا جبرائيل».
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
و قد اضطرب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لهذين الحدثين، لعظمة
المسوَولية التي أُلقيت على كاهله، فترك غار حراء متوجّهاً إلى بيت السيدة
خديجة(عليها السلام) ، التي لاحظت الاضطراب و التعب على ملامحه فسألت
عنه، فأجابها وحدّثها بكلّ ما سمع وجرى، فعظمت خديجة(عليها السلام) أمره
ودعت له وقالت: «أبشر، فواللّه لا يخزيك اللّه أبداً». ثمّدثرته فنام بعض الشيء. ثمّ
انطلقت إلى بيت ورقة تخبره بما سمعته من زوجها الكريم، فأجابها: إنّابن عمّك
لصادق وإنّ هذا لبدء النبوة، وإنّه ليأتيه الناموس الاَكبر ـ أي الرسالة والنبوة ـ .(2)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وقد اختلقت قصص كثيرة عن تخوّف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
____________
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] 1 . العلق:1ـ5.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] 2 . طبقات ابن سعد:1|195.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]