منتديات هيئة فقه الرسول الأعظم وأهل البيت الأطهار والصحابة الأبرار
منتديات فقه اهل البيت عليهم السلام ترحب بكم
عزيزي الزائر *** عزيزتي الزائرة
يرجى التفضل بتسجيل الدخول ان كنت
عضوا معنا

او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب
بالانضمام الى اسرة المنتدى

وسنتشرف بتسجيلك
تقبل منا وافر الاحترام والتقدير

الادارة
ثورة الحسين ثورة الإنسان على الطغيان Uooo_u10
منتديات هيئة فقه الرسول الأعظم وأهل البيت الأطهار والصحابة الأبرار
منتديات فقه اهل البيت عليهم السلام ترحب بكم
عزيزي الزائر *** عزيزتي الزائرة
يرجى التفضل بتسجيل الدخول ان كنت
عضوا معنا

او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب
بالانضمام الى اسرة المنتدى

وسنتشرف بتسجيلك
تقبل منا وافر الاحترام والتقدير

الادارة
ثورة الحسين ثورة الإنسان على الطغيان Uooo_u10
منتديات هيئة فقه الرسول الأعظم وأهل البيت الأطهار والصحابة الأبرار
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات هيئة فقه الرسول الأعظم وأهل البيت الأطهار والصحابة الأبرار

منتدى شامل لكل الاخوة المسلمين في العالم، اسلامي ،فكري ، فقهي ، علمي ، اجتماعي ، وفق القرآن الكريم والسنة النبيوية الشريفة
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

بسم الله الرحمن الرحيم (( ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ )) {23}الشورى صدق الله العلي العظيم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (( انما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق )) صدق رسول الله ( ص ) قال أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام (( الدهر يومان يوم لك ويوم عليك ، فإن كان لك فلا تبطر ، وإن كان عليك فاصبر ان الله مع الصابرين 

دعاء ابو عبد الله الحسين بن علي بن ابي طالب عليهما السلام (( اَللّـهُمَّ اَنْتَ مُتَعالِي الْمَكانِ، عَظيمُ الْجَبَرُوتِ، شَديدُ الِمحالِ، غَنِيٌّ َعنِ الْخَلايِقِ، عَريضُ الْكِبْرِياءِ، قادِرٌ عَلى ما تَشاءُ، قَريبُ الرَّحْمَةِ، صادِقُ الْوَعْدِ، سابِغُ النِّعْمَةِ، حَسَنُ الْبَلاءِ، قَريبٌ إذا دُعيتَ، مُحيطٌ بِما خَلَقْتَ، قابِلُ التُّوبَةِ لَمَنْ تابَ اِلَيْكَ، قادِرٌ عَلى ما اَرَدْتَ، وَمُدْرِكُ ما طَلَبْتَ، وَشَكُورٌ اِذا شُكِرْتَ، وَذَكُورٌ اِذا ذُكِرْتَ، اَدْعُوكَ مُحْتاجاً، وَاَرْغَبُ اِلَيْكَ فَقيراً، وَاَفْزَعُ اِلَيْكَ خائِفاً، واَبْكي اِلَيْكَ مَكْرُوباً، وَاَسْتَعينُ بِكَ ضَعيفاً، وَاَتوَكَّلُ عَلَيْكَ كافِياً، اُحْكُمْ بَيْنَنا وَبَيْنَ قَوْمِنا فَاِنَّهُمْ غَرُّونا وَخَدَعُونا وَغَدَروا بِنا وَقَتَلُونا، ونَحْنُ عِتْرَةُ نَبِيِّكَ، وَوَلَدُ حَبيبِكَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِاللهِ، الَّذي اصطَفَيْتَهُ بِالرِّسالَةِ، وَائْتَمَنْتَهُ عَلى وَحْيِكَ، فَاجْعَلْ لَنا مِنْ اَمْرِنا فَرَجاً وَمَخْرجاً بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ . ))

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» محاضرة
ثورة الحسين ثورة الإنسان على الطغيان I_icon22الأحد ديسمبر 18, 2022 4:52 pm من طرف المدير العام

» سيرة حياة الامام الحسن بن علي بن ابي طالب عليهما السلام
ثورة الحسين ثورة الإنسان على الطغيان I_icon22الأربعاء يونيو 24, 2015 3:53 pm من طرف المدير العام

» برنامج الصلاة: أهميتها وآثارها وأحكامها، بالنص والصوت والصورة، ومن جوانب عديدة..
ثورة الحسين ثورة الإنسان على الطغيان I_icon22الإثنين يونيو 15, 2015 11:19 am من طرف المدير العام

»  برنامج القرآن الكريم (للجوال): تلاوة وتفاسير وبحث
ثورة الحسين ثورة الإنسان على الطغيان I_icon22الإثنين يونيو 15, 2015 11:15 am من طرف المدير العام

»  برنامج الصحيفة السجادية (للجوال): شروح وتسجيل صوتي وبحث
ثورة الحسين ثورة الإنسان على الطغيان I_icon22الإثنين يونيو 15, 2015 11:09 am من طرف المدير العام

» حصرياً مكتبة أهل البيت (ع) - الإصدار الثاني - أكثر من 7000 كتاب
ثورة الحسين ثورة الإنسان على الطغيان I_icon22الإثنين يونيو 15, 2015 11:04 am من طرف المدير العام

»  الحسيني الصغير: قصص وفلاشات وصوتيات ومرئيات عاشورائية للأطفال والأشبال
ثورة الحسين ثورة الإنسان على الطغيان I_icon22الأحد يونيو 14, 2015 7:50 pm من طرف المدير العام

» دائرة معارف الشهيد السيد محمد باقر الصدر : كتب وتسجيلات صوتية وصور
ثورة الحسين ثورة الإنسان على الطغيان I_icon22الأحد يونيو 14, 2015 7:45 pm من طرف المدير العام

» حصرياً ولأول مرة:موسوعة نهج البلاغة-منهج النور:شروح وترجمة ومخطوطات وتسجيلات صوتية
ثورة الحسين ثورة الإنسان على الطغيان I_icon22الأحد يونيو 14, 2015 1:39 pm من طرف المدير العام

مواضيع مماثلة
المواضيع الأكثر نشاطاً
لنعطر افواهنا بدخول صرحنا الشامخ بذكر الصلاة على رسول الله عليه افضل الصلاة
سيرة حياة الامام الحسن بن علي بن ابي طالب عليهما السلام
اخواني اخواتي الكرام لنتعلم دروس اللغة العربية من الالف الى الياء
الإمام جعفر الصادق «عليه السلام» .. الجزء الاول تأليف العلامة الجليل الشيخ محمد الحسين المظفر
لنسجل دخولنا الى المنتدى بذكر اسم من اسماء الله الحسني لتنتعش قلوبنا بالايمان وتشرق وجوهنا بنور الله عزوجل
تعـرف على الأئمـة الإثنى عشـر عليهم افضل الصلاة والسـلام ج1
مَثلُ أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى
عاشوراء ثورة في ضميرالانسان
من طب الامام علي بن ابي طالب عليه السلام
لسان حال عبد الله الرضيع مع أمه الرباب
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات هيئة فقه الرسول الأعظم وأهل البيت الأطهار والصحابة الأبرار على موقع حفض الصفحات
التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني




 

 ثورة الحسين ثورة الإنسان على الطغيان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المدير العام
المدير العام
المدير العام





اسم الدولة : العراق
الجنس : ذكر
الابراج : السرطان
عدد المساهمات : 367
نقاط : 865
النشاط : 0
تاريخ التسجيل : 19/11/2011
العمر : 63
الموقع الموقع : العراق
العمل/الترفيه العمل/الترفيه : مدرس لغة عربية متقاعد
المزاج المزاج : الحمد لله والشكر على ما انعم علينا

ثورة الحسين ثورة الإنسان على الطغيان Empty
مُساهمةموضوع: ثورة الحسين ثورة الإنسان على الطغيان   ثورة الحسين ثورة الإنسان على الطغيان I_icon22الأربعاء فبراير 08, 2012 1:34 pm

أطياف إنسانية من ضياء الثورة الحسينية:
حكايةُ ثورة الحسين , حكاية ثورة الإنسان بكل ما فيه من سُمُو وإباء , والمؤمن بكل ما تحتوي عليه كلمة الإيمان من صدق وثناء , والمصلح بكل ما تستلزمه أبعاد الحروف من حق ونجدة ومروءة ووفاء.
ثورة الحسين ثورة إنسان كمل في إهابه معنى الرشد , وحقيقة الوعي , وروح الإيمان , وسرّ العلو المطلق , فتشكّل في حياته دليلاً أميناً لطلاب الحق , وبعد مماته أمثولة رائعة حازت شرف الأسوة في خطٍ مشروعٍ نقلاً وعقلاً , وبقي مَن واجهه رأساً في حربة الظلم والغدر والإثم , ذات نتاج الفساد والخديعة والشر.
سيبقى الحسين الثائر يعلم الناس من خلال ثورته كيف يموتون , لأن الموت فنٌ كالحياة , فمن لم يختر الشهادة النبيلة فسيختاره الموت الوضيع , والشهادة قيمة طغراء في صفحة الولاء بعد الثناء.
علّم الحسين مَنْ بعده كيف تُعتنق المبادئ , وكيف تُحرس , وكيف يُقدَّس الإيمان , وكيف يُدافع عنه , وكيف يكون الموت من أجل العقيدة , وكيف يحيا كريماً من تبنّاها عَرِيّة عن الخَطَل , مرعية الصلة بالخالق الأعظم.
ثار الحسين ضد الظلم , وأي إنسانية أعظم من أن تثور ضد الجور والحيف , وتأتي بالعدل عنواناً صادقاً لمجتمع الأفراد وأفراد المجتمع ؟
نظم الحسين عاشوراء الزمان وكربلاء المكان في سلك الشهادة , ووضعها قلادة على جِيد التاريخ , تاريخ الإصلاح , فتحوّلت بعده كلُّ ذكرى للزمن إلى عاشوراء , وأضحت كل مناسبة للمكان كربلاء.
مات الحسين , ولكنّ موته لم يكن - أبداً هموداً ولا رقوداً , بل هو خروج الحركة عن قطبها لتحلّ منتشرة في ثوّار كُثر , ففي روح كل مصلح لمعة من روحه , وفي ضمير كل مجاهد قبسات من عطائه.
دمُ الحسين رُواء أنعش الأرض , فأنبتت طُهراً وطيباً استمرّا وبقيا , وسيف المناوئين الطغاة أُعيد على رقابهم شؤماً منفِّراً ولعنة قصمت الظهر والذكر , ورضي الله عن عقيلة بني هاشم , زينب الفضل , إذ خاطبت هؤلاء: "كد كيدك , واسعَ سعيك , وناصب عداوتك , فوالله لا تمحو ذكرنا , ولا تميت وحينا , والويل لك يوم ينادي المنادي: (ألا لعنة الله على الظالمين) ".
الحسين في حياته , وبعد استشهاده , إنسان عظيم تهواه الصدور , وشخصية متفوقة لا تتسع لها السطور , والشخصية الكبيرة من الناس هي السدرة التي ينتهي التاريخ إليها مفاخراً بحق.
ولمَ لا يكون الحسين كذلك , وهو من انبثق من عظمة النبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم فكان السبط الحبيب , ومن عظمة الرجولة علي عليه السلام فكان الابن الأريب , ومن عظمة الفضيلة فاطمة عليها السلام فكان البضعة التي تعني في الصلة والوصال أكثر مما يعنيه القريب.
هذه بعضٌ من ملامح لم تكن البلاغة فيها على حساب الإبلاغ , بل لقد أصابها القصور أحايين , فلم تعطِ الحقيقة حقَّها , وأين الكلمة - مهما توشّت - من السرّ ؟ وأين العبارة - مهما زُخرفت - من القبس العلوي الإلهي ؟
وهذه لمحات من حكاية الثائر الأَشَمّ , وما اللمحات من تلك الحكاية إلا كقطرة ندى من وابل طيب , به السماء تفخر والأرض تزهر.

فاصل مذكِّر من هوية الإمام الثائر:
مَنْ هو الحسين ؟ ومَنْ - هنا - لا تعني السؤال بقدر ما تعني تذكيري ومن معي من بني الإنسان بالوفاء , وليس المقام هنا سرد حياة مفصلة , أو عرض ترجمة في سياق تعريفي مطوّل , وإنما أردنا إعادة عرض بعض اللقطات النورانية عن هذا العظيم الأنور , وإذ تتبدى فإنسانية هي بالتمام والكمال , وإذ تسفر فعظيمة هي بكل المعايير الناطقة بلغة العقل الصائب , والصواب الحكيم العاقل , وإذ تبرز فالملتقى عندها للاتساء والاقتداء.
ولنبدأ المشوار مع لقطة يخرجها جدُّ الحسين - عليه الصلاة والسلام - بألوان الحب وأضواء العطاء: "حسين مني , وأنا من حسين. أحب الله من أحب حسيناً ". ويقول الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم مرة لابنته السيدة البتول عليها السلام , وقد سمع حسيناً يبكي: "ألم تعلمي أنّ بكاءه يؤذيني ". وتتابع اللقطة اللؤلؤية العظمى ليقول الجد صلى الله عليه وآله وسلم عن الحسين عليه السلام: "من أحبّ الحسن والحسين فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني ". ويقول صلى الله عليه وآله وسلم: "الحسن والحسين ريحانتاي من الدنيا ". ويقول صلى الله عليه وسلم: "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ". ويقول صلى الله عليه وآله وسلم لعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام: "أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم ". وتُقفل اللقطة هذه على توريثٍ عطري عَبِق تأخذ عنها لقطات أُخر, أخرجها وارثون , ورثوا غير الدرهم والدينار عن الأسياد , وإنما ميراثهم عنهم العلم الصحيح , وهو الحظ الوافر , بل الأوفر.
ومن هذه اللقطات ما كان ابن عمر رضي الله عنهما , يوم كان جالساً في ظل الكعبة , فرأى الحسين عليه السلام مقبلاً فقال: "هذا أحب أهل الأرض اليوم إلى أهل السماء ". وما كان من تائب شبّ عن طوق طغمة آل أبي سفيان , إذ قال: "هذه الخلافة حبل الله , وإن جدي معاوية نازع الأمر أهله , ومن هو أحق بها منه , علياً بن أبي طالب عليه السلام , وركب بكم ما تعلمون , حتى أتته منيّته , فصار في قبره رهيناً بذنوبه , ثم قلّد أبي الأمر , وكان غير أهل له , ونازع ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , فقصف عمره وانبتر عقبه , وصار في قبره رهيناً بذنوبه ".
ثورة الحسين وفاء للإنسانية والإنسان:
للإنسان هويةٌ ثابتةُ السمات , واضحة الصفات , جلية الإبعاد , لا تخفى على ذي لبٍّ منها خافية , وهي - أي الهوية - كالسماء الصافية في يوم صاف مزهر.
فإذا ران عليها ما يمحو عنها هذه السمات , وتلك الصفات , وهاتيك الأبعاد , حسبتها - والحسبان نظر دقيق - شرسة مشينة , ليس لها عند البهائم من نظير, وخلتها انحطاطاً نوعياً يتعالى عليها بجدارة التدني الوظيفي للحيوان , وصدق الله إذ يقول:
(إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل) الفرقان /44.
وسمات الإنسان وصفاته وأبعاده , التي تكوِّن هويته الثابتة هي: العدل والفضيلة والعلم والمسؤولية. ولسنا هنا في صدد تفصيل البحث فيها والحديث عنها , ولكن حسبنا أن نعلن , بعد قراءة مستفيضة لثورة الحسين , أنّ الحسين عليه السلام كان مَنْ جمع في إهابه الطاهر وركابه الماهر العدل على أشده , والفضيلة على أحسنها , والعلم على أوثقه , والمسؤولية على أتمها , فغدا بهذا الطرف الخيِّر الإنساني في صراعه مع الآخرين , الذين أكّدوا بأفعالهم وبأقوالهم بُعداً عدائياً عن العدل , ورفضاً شهوانياً للفضيلة , ونَفرة ملؤها الغرور الحاقد من العلم , وانعتاقاً من المسؤولية الإنسانية , ليُستبدل بها جهر بالفساد وإعلان بالسوء والشر.
وها نحن أولاء نذكر بعض ما جاء على لسان سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام, يحكي سبب ثورته ودافع قيامه: "هيهات منا الذلة ، يأبى الله ورسوله والمؤمنون ، وحُجُور طابت ، وبطون طهُرت ، وأنوفٌ حميَّة ، ونفوس أبية. ألا ترون أن الحق لا يُعمل به ، والباطل لا يُتناهى عنه ؟! فلا أرى الموت إلا سعادةً ، والحياة مع الظالمين إلا بَرَماً "الحق دافعه ، والقضاء على الظالم وراء خروجه ، ومحو الباطل واستئصاله همه الذي سكن صدره إذ ثار. ويتابع الإمام حكاية سرِّ الثورة فيقول: "إنا أهل بيت النبوة ، ومعدِن الرسالة ، ومختلف الملائكة ، بنا فتح الله ، وبنا ختم. ويزيد رجلٌ فاسق ، شارب الخمر ، وقاتل النفس المحرَّمة ، ومعلنٌ بالفسق ، ومثلي لا يبايع مثله ".
نعم. ومثلُ الحسين عليه السلام في لُحمة الحق ومظهر دين الله ، لا يبايع يزيد في لحمة الشيطان ، ومظهر الباطل ، والإمام المؤهل للمبايعة هو مَن وصفه الإمام الحسين عليه السلام بقوله: "لَعَمري. ما الإمام إلا العامل بالكتاب ، والآخذُ بالقسطِ ، والدائنُ بالحق ، والحابسُ نفسه على ذات الله ".
ولعمري أنا يا إمام ، إنَّ ما ذكرتَ من صفات الإمام لا يعدوك إلى سواك ، ولا يتجاوزك إلى غيرك في عصرك ، فأنت العامل بالحق ، وأنت الآخذ بالقسط ، وأنت الدائن بالحق ، وأنت الحابس نفسَك على ذات الله ، أوَ لستَ القائل: "إني لم أخرج بَطِراً ولا أشِراً ، وإنما خرجت أطلب الإصلاح في أمتي جدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ".
رعيتَ يا حسين الأمة فأصلحتَ وقوَّمتَ مسارها ، بعد أن كاد يَعْوَجُّ - على أيدي هواة الاعوجاج - عن الجادة الصائبة ، فجزاك الله خيرَ ما يجزي مصلحاً عن أمته ، يا قائد الإصلاح في سياق الإخلاص.
وهاكم يا ثوار العالم رسالة الاستنكار ، يوجهها بقوة مرسلها ، الوثابة روحه ، النقيةُ الساميةُ نفسه ن إلى مَن حاد عن الحقيقة في توجهاته ، فباء بالفشل الذريع في نظر من أوتي عقله حكمة ، وقلبه فطنة ، وإنسانيته صواباً ، يقول في رسالته إلى معاوية:
"وإني لا أعلم فتنة أعظم على هذه الأمة من ولايتك عليها ، ولا أعظمَ نظراً لنفسي ولديني ولأمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم أفضلَ من أن أجاهركَ. لقد قلتَ فيما قلتَ: إني إن أنكرتُك تنكرني ، وإن أكدْكَ تكدني. فكدني ما بدا لك ، فإني أرجو ألاَّ يضرني كيدك ، وألا يكون على أحد أضرَّ منه على نفسك ، لأنك قد ركبت جهلَك ، وتحرَّضت على نقض عهدك ، ولعمري ما وفين بشرط ، ولقد نقضت عهدك بقتل هؤلاء النفر الذين قتلتهم بعد الصلح والإيمان والعهود والمواثيق ، فقتلتهم من غير أن يكونوا وقاتلوا وقتلوا ، ولم تفعل ذلك بهم إلا لذكرهم فضلَنا وتعظيمِهم حقنا. فأبشر يا معاوية بالقصاص ، واستيقن بالحساب ، واعلم أن لله تعالى كتاباً لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ، وليس بناسٍ لأخذك بالظِّنة ، وقتلك أولياءَه على التُّهم ، ونفيِك إياهم من دورهم إلى دار الغربة ، وأخذك للناس ببيعة ابنك الغلام الحدث ، يشرب الشراب ، ويلعب بالكلاب. ما أراك إلا قد خسرتَ نفسك ، وتَبَّرت دينك ، وغششت رعيتَك ، وسمعت مقالة السفيه الجاهل ، وأخفتَ الوَرع التقي ".
وأخيراً: سيدي أبا عبد الله:
في ذكرى الاستشهاد الشريف النبيل ، أرفعُ لمقامِكَ تحية الحب والوفاء والولاء والثناء ، تحية الأمل في أن أُشملَ بشفاعتك يوم اللقاء الأكبر ، تحية الرجاء في أن أُسقى من كف جدِّك صلى الله عليه وآله وسلم على كفك شَربةً لا ظمأ بعدها أبداً ، فأنت مَنْ قلت:
وفينا كتاب الله أُنزلَ صادقاً وفينا الهدى والوحي والخير يُذكر
ونحن ولاة الحوضِ نسقي مُحبنا بكأسِ رسولِ الله ما ليس يُنكَرُ
وإني لأعلنها حباً وشغفاً ، فهل تقبلوني ؟!
سلامٌ عليك يوم ولدتَ ، ويوم خرجتَ ، ويومَ ثُرتَ ، ويومَ استُشهدتَ ، ويوم تُبعث شهيداً سيداً في رياضِ الخلود ، وسلامٌ عليكم جميعاً آلَ البيت ورحمةٌ من الله وبركاته ، إن ربي حميدٌ مجيد.
والحمد لله رب العالمين
نفحة من ذكرى الحسين عليه السلام
سيدي أبا عبد الله ، يا سيد الشهداء:
أنتَ من انبثقتَ مِن عظمة النبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم فكنتَ السبط الحبيب! ومن عظمة الرجولة علي عليه السلام فكنت الابنَ الأريب! ومن عظمة الفضيلة فاطمة عليها السلام ، فكنت البَضعة التي تعني في الصلة الوصال أكثر مما يعنيه الحبيب!
أنت إنسان كمل في إهابك معنى الرشد وحقيقة الوعي وروحُ الإيمان وسرُّ العلوّ المطلق ، فتشكَّلت في حياتك دليلاً أميناً لطلاب الحق ، وبعد استشهادك أمثولة رائعة حازت شرف الأسوة في خط مشروع عقلاً ونقلاً.
سيدي أبا عبد الله:
لقد علَّمتَ الناس من خلال ثورتك كيف يموتون ، لأن الموت فنٌ كالحياة ، ومن لم يختر الشهادة النبيلة فسيختاره الموت الوضيع.
علَّمتَ الناس كيف تعتنق المبادئ وكيف تُحرس ، وكيف يُقَدَّس الإيمان ، وكيف يدافع عنه.
لقد نظمتَ عاشوراء الزمان وكربلاء المكان في سلك الشهادة ، ووضعتها قلادة على جيدِ التاريخ ، فتحوَّلت بعدك كل ذكرى للزمن إلى عاشوراء ، وأضحت كل مناسبة للمكان كربلاء.
سيدي أبا عبد الله:
أنت إنسان عظيم تهواك الصدور ، وشخصية متفوقة لا تتسع لها السطور ، والشخصية الكبيرة من الناس هي السُّدة التي ينتهي إليها التاريخ مُفاخراً بحق.
يا سيد الشهداء:
أنت من الحبيب الأعظم سيد الكونين ، ومحمد - كما قال - منك. أحب الله من أحبك.
سلامٌ عليك يا ريحانة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم يوم ولدتَ ، ويوم جاهدتَ ، ويوم ثُرتَ ، ويوم استشهدت ، ويوم تسقينا بكف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما ليس يُنكر.
واقبل من محمودٍ خادم نعالك تحياته وسلاماته ، وأدم تعطفاً نظراتك عليه ، يا أعظم الشهداء ، ويا سيد العظماء.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://fqheahlalbayt.forumarabia.com
 
ثورة الحسين ثورة الإنسان على الطغيان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عاشوراء ثورة في ضميرالانسان
» أهداف ثورة الامام الحسين عليه السلام :

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات هيئة فقه الرسول الأعظم وأهل البيت الأطهار والصحابة الأبرار :: منتدى مؤسسة المجتمع الحسيني ومسيرة الاصلاح-
انتقل الى: