منتديات هيئة فقه الرسول الأعظم وأهل البيت الأطهار والصحابة الأبرار
منتديات فقه اهل البيت عليهم السلام ترحب بكم
عزيزي الزائر *** عزيزتي الزائرة
يرجى التفضل بتسجيل الدخول ان كنت
عضوا معنا

او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب
بالانضمام الى اسرة المنتدى

وسنتشرف بتسجيلك
تقبل منا وافر الاحترام والتقدير

الادارة
تكملة كتاب آدَابُ المُتَعَلِّمِينَ للشيخ الإمام المحقّق أبي جعفر نصير الدين الطوسيّ محمّد بن محمّد بن الحسن المعروف ب- <الخواجه> (795 - 276) تحقيق وتوثيق السيّد محمّد رضا الحسينيّ الجلالي ج4 Uooo_u10
منتديات هيئة فقه الرسول الأعظم وأهل البيت الأطهار والصحابة الأبرار
منتديات فقه اهل البيت عليهم السلام ترحب بكم
عزيزي الزائر *** عزيزتي الزائرة
يرجى التفضل بتسجيل الدخول ان كنت
عضوا معنا

او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب
بالانضمام الى اسرة المنتدى

وسنتشرف بتسجيلك
تقبل منا وافر الاحترام والتقدير

الادارة
تكملة كتاب آدَابُ المُتَعَلِّمِينَ للشيخ الإمام المحقّق أبي جعفر نصير الدين الطوسيّ محمّد بن محمّد بن الحسن المعروف ب- <الخواجه> (795 - 276) تحقيق وتوثيق السيّد محمّد رضا الحسينيّ الجلالي ج4 Uooo_u10
منتديات هيئة فقه الرسول الأعظم وأهل البيت الأطهار والصحابة الأبرار
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات هيئة فقه الرسول الأعظم وأهل البيت الأطهار والصحابة الأبرار

منتدى شامل لكل الاخوة المسلمين في العالم، اسلامي ،فكري ، فقهي ، علمي ، اجتماعي ، وفق القرآن الكريم والسنة النبيوية الشريفة
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

بسم الله الرحمن الرحيم (( ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ )) {23}الشورى صدق الله العلي العظيم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (( انما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق )) صدق رسول الله ( ص ) قال أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام (( الدهر يومان يوم لك ويوم عليك ، فإن كان لك فلا تبطر ، وإن كان عليك فاصبر ان الله مع الصابرين 

دعاء ابو عبد الله الحسين بن علي بن ابي طالب عليهما السلام (( اَللّـهُمَّ اَنْتَ مُتَعالِي الْمَكانِ، عَظيمُ الْجَبَرُوتِ، شَديدُ الِمحالِ، غَنِيٌّ َعنِ الْخَلايِقِ، عَريضُ الْكِبْرِياءِ، قادِرٌ عَلى ما تَشاءُ، قَريبُ الرَّحْمَةِ، صادِقُ الْوَعْدِ، سابِغُ النِّعْمَةِ، حَسَنُ الْبَلاءِ، قَريبٌ إذا دُعيتَ، مُحيطٌ بِما خَلَقْتَ، قابِلُ التُّوبَةِ لَمَنْ تابَ اِلَيْكَ، قادِرٌ عَلى ما اَرَدْتَ، وَمُدْرِكُ ما طَلَبْتَ، وَشَكُورٌ اِذا شُكِرْتَ، وَذَكُورٌ اِذا ذُكِرْتَ، اَدْعُوكَ مُحْتاجاً، وَاَرْغَبُ اِلَيْكَ فَقيراً، وَاَفْزَعُ اِلَيْكَ خائِفاً، واَبْكي اِلَيْكَ مَكْرُوباً، وَاَسْتَعينُ بِكَ ضَعيفاً، وَاَتوَكَّلُ عَلَيْكَ كافِياً، اُحْكُمْ بَيْنَنا وَبَيْنَ قَوْمِنا فَاِنَّهُمْ غَرُّونا وَخَدَعُونا وَغَدَروا بِنا وَقَتَلُونا، ونَحْنُ عِتْرَةُ نَبِيِّكَ، وَوَلَدُ حَبيبِكَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِاللهِ، الَّذي اصطَفَيْتَهُ بِالرِّسالَةِ، وَائْتَمَنْتَهُ عَلى وَحْيِكَ، فَاجْعَلْ لَنا مِنْ اَمْرِنا فَرَجاً وَمَخْرجاً بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ . ))

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» محاضرة
تكملة كتاب آدَابُ المُتَعَلِّمِينَ للشيخ الإمام المحقّق أبي جعفر نصير الدين الطوسيّ محمّد بن محمّد بن الحسن المعروف ب- <الخواجه> (795 - 276) تحقيق وتوثيق السيّد محمّد رضا الحسينيّ الجلالي ج4 I_icon22الأحد ديسمبر 18, 2022 4:52 pm من طرف المدير العام

» سيرة حياة الامام الحسن بن علي بن ابي طالب عليهما السلام
تكملة كتاب آدَابُ المُتَعَلِّمِينَ للشيخ الإمام المحقّق أبي جعفر نصير الدين الطوسيّ محمّد بن محمّد بن الحسن المعروف ب- <الخواجه> (795 - 276) تحقيق وتوثيق السيّد محمّد رضا الحسينيّ الجلالي ج4 I_icon22الأربعاء يونيو 24, 2015 3:53 pm من طرف المدير العام

» برنامج الصلاة: أهميتها وآثارها وأحكامها، بالنص والصوت والصورة، ومن جوانب عديدة..
تكملة كتاب آدَابُ المُتَعَلِّمِينَ للشيخ الإمام المحقّق أبي جعفر نصير الدين الطوسيّ محمّد بن محمّد بن الحسن المعروف ب- <الخواجه> (795 - 276) تحقيق وتوثيق السيّد محمّد رضا الحسينيّ الجلالي ج4 I_icon22الإثنين يونيو 15, 2015 11:19 am من طرف المدير العام

»  برنامج القرآن الكريم (للجوال): تلاوة وتفاسير وبحث
تكملة كتاب آدَابُ المُتَعَلِّمِينَ للشيخ الإمام المحقّق أبي جعفر نصير الدين الطوسيّ محمّد بن محمّد بن الحسن المعروف ب- <الخواجه> (795 - 276) تحقيق وتوثيق السيّد محمّد رضا الحسينيّ الجلالي ج4 I_icon22الإثنين يونيو 15, 2015 11:15 am من طرف المدير العام

»  برنامج الصحيفة السجادية (للجوال): شروح وتسجيل صوتي وبحث
تكملة كتاب آدَابُ المُتَعَلِّمِينَ للشيخ الإمام المحقّق أبي جعفر نصير الدين الطوسيّ محمّد بن محمّد بن الحسن المعروف ب- <الخواجه> (795 - 276) تحقيق وتوثيق السيّد محمّد رضا الحسينيّ الجلالي ج4 I_icon22الإثنين يونيو 15, 2015 11:09 am من طرف المدير العام

» حصرياً مكتبة أهل البيت (ع) - الإصدار الثاني - أكثر من 7000 كتاب
تكملة كتاب آدَابُ المُتَعَلِّمِينَ للشيخ الإمام المحقّق أبي جعفر نصير الدين الطوسيّ محمّد بن محمّد بن الحسن المعروف ب- <الخواجه> (795 - 276) تحقيق وتوثيق السيّد محمّد رضا الحسينيّ الجلالي ج4 I_icon22الإثنين يونيو 15, 2015 11:04 am من طرف المدير العام

»  الحسيني الصغير: قصص وفلاشات وصوتيات ومرئيات عاشورائية للأطفال والأشبال
تكملة كتاب آدَابُ المُتَعَلِّمِينَ للشيخ الإمام المحقّق أبي جعفر نصير الدين الطوسيّ محمّد بن محمّد بن الحسن المعروف ب- <الخواجه> (795 - 276) تحقيق وتوثيق السيّد محمّد رضا الحسينيّ الجلالي ج4 I_icon22الأحد يونيو 14, 2015 7:50 pm من طرف المدير العام

» دائرة معارف الشهيد السيد محمد باقر الصدر : كتب وتسجيلات صوتية وصور
تكملة كتاب آدَابُ المُتَعَلِّمِينَ للشيخ الإمام المحقّق أبي جعفر نصير الدين الطوسيّ محمّد بن محمّد بن الحسن المعروف ب- <الخواجه> (795 - 276) تحقيق وتوثيق السيّد محمّد رضا الحسينيّ الجلالي ج4 I_icon22الأحد يونيو 14, 2015 7:45 pm من طرف المدير العام

» حصرياً ولأول مرة:موسوعة نهج البلاغة-منهج النور:شروح وترجمة ومخطوطات وتسجيلات صوتية
تكملة كتاب آدَابُ المُتَعَلِّمِينَ للشيخ الإمام المحقّق أبي جعفر نصير الدين الطوسيّ محمّد بن محمّد بن الحسن المعروف ب- <الخواجه> (795 - 276) تحقيق وتوثيق السيّد محمّد رضا الحسينيّ الجلالي ج4 I_icon22الأحد يونيو 14, 2015 1:39 pm من طرف المدير العام

مواضيع مماثلة
المواضيع الأكثر نشاطاً
لنعطر افواهنا بدخول صرحنا الشامخ بذكر الصلاة على رسول الله عليه افضل الصلاة
سيرة حياة الامام الحسن بن علي بن ابي طالب عليهما السلام
اخواني اخواتي الكرام لنتعلم دروس اللغة العربية من الالف الى الياء
الإمام جعفر الصادق «عليه السلام» .. الجزء الاول تأليف العلامة الجليل الشيخ محمد الحسين المظفر
لنسجل دخولنا الى المنتدى بذكر اسم من اسماء الله الحسني لتنتعش قلوبنا بالايمان وتشرق وجوهنا بنور الله عزوجل
تعـرف على الأئمـة الإثنى عشـر عليهم افضل الصلاة والسـلام ج1
مَثلُ أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى
عاشوراء ثورة في ضميرالانسان
من طب الامام علي بن ابي طالب عليه السلام
لسان حال عبد الله الرضيع مع أمه الرباب
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات هيئة فقه الرسول الأعظم وأهل البيت الأطهار والصحابة الأبرار على موقع حفض الصفحات
التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني




 

 تكملة كتاب آدَابُ المُتَعَلِّمِينَ للشيخ الإمام المحقّق أبي جعفر نصير الدين الطوسيّ محمّد بن محمّد بن الحسن المعروف ب- <الخواجه> (795 - 276) تحقيق وتوثيق السيّد محمّد رضا الحسينيّ الجلالي ج4

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المدير العام
المدير العام
المدير العام





اسم الدولة : العراق
الجنس : ذكر
الابراج : السرطان
عدد المساهمات : 367
نقاط : 865
النشاط : 0
تاريخ التسجيل : 19/11/2011
العمر : 63
الموقع الموقع : العراق
العمل/الترفيه العمل/الترفيه : مدرس لغة عربية متقاعد
المزاج المزاج : الحمد لله والشكر على ما انعم علينا

تكملة كتاب آدَابُ المُتَعَلِّمِينَ للشيخ الإمام المحقّق أبي جعفر نصير الدين الطوسيّ محمّد بن محمّد بن الحسن المعروف ب- <الخواجه> (795 - 276) تحقيق وتوثيق السيّد محمّد رضا الحسينيّ الجلالي ج4 Empty
مُساهمةموضوع: تكملة كتاب آدَابُ المُتَعَلِّمِينَ للشيخ الإمام المحقّق أبي جعفر نصير الدين الطوسيّ محمّد بن محمّد بن الحسن المعروف ب- <الخواجه> (795 - 276) تحقيق وتوثيق السيّد محمّد رضا الحسينيّ الجلالي ج4   تكملة كتاب آدَابُ المُتَعَلِّمِينَ للشيخ الإمام المحقّق أبي جعفر نصير الدين الطوسيّ محمّد بن محمّد بن الحسن المعروف ب- <الخواجه> (795 - 276) تحقيق وتوثيق السيّد محمّد رضا الحسينيّ الجلالي ج4 I_icon22السبت يناير 14, 2012 12:29 am

===========================ص 84
وروى ابن عبد البرّ أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: <مَنْ تعلّم العلم وهو شاب، كانَ كَوَشْمٍ في حَجَرٍ، ومن تعلّم العلم بعدما يدخل في السِنّ، كانَ كالكِتاب على ظهر الماء>. جامع بيان العلم (821).
وروى عن أبي عبيد الله نِفْطوَيْه ، أنّه أنشدَ لنفسه: جامع بيان العلم (41 - 85).
أرانيَ أنسى ما تعلّمتُ في الكِبَرْ * ولستُ بناسٍ ما تعلّمتُ في الصِغَرْ
وما العلم إلا بالتعلم في الصِبا * وما الحلم إلا بالتحلم في الكِبَرْ
ولو فُلِقَ القلبُ المعلَم في الصِبا * لاُلْفيَ فيه العلمُ كالنقش في الحَجَرْ
وللسيد محمد صالح القزويني (المتوفى عام 1375 ه) وهومن كبار خطباء كربلاء المقدسة وشعرائها العلماء:
العلم زينتكم يا معشر البشر * به رقيت العلى فارقوا على اثرى
إني طلبت العلى جدا ومجتهدا * ألا بجهدى سأرقى هالة القمر
تزينوا بفنون العلم فى الصغر * العلم فى الصغر كالنقش فى الحجر
نصيحة هامّة: وقد أثار الشيخ ابن إدريس نُكْتةً مهمّة، فيها نصيحة هامّة للمُحدَثين من طلاب العلم الذين يشتغلون بالتحصيل وهم أحداث يافعون، لكنّهم بفضل ما مهدَه لهم الأوّلون من وسائل التحصيل وأسباب الوصول إلى أفضل النتائج بأسهل سبيل، قد يستدركون على مَنْ سبقَ من الأساتذة والعلماء والمحقّقين ما لم ينتبه إليه أحدهم، أو زلّت فيه أقلامهم، أو سَهتْ عنه أعيُنهم، أو غفلت عنه أذهانهم، فليس له أن يتبجّحَ ويغترّ، أو يظنّ أن حظّه من العلم أوفر، فقال الشيخ ابن إدريس في ذلك ما نصّه: ولا ينبغي - لمن استدرك على مَنْ سَلَفَ، وسبق إلى بعض الأشياء - أنْ يرى لنفسه الفضل عليهم، لأنّهم إنّما زلّوا - حيث زلّوا - لأجل أنّهم كدّوا أفكارهم، وشغلوا زمانهم في غيره، ثمّ صاروا إلى الشي الذي زلّوا فيه بقلوبٍ قد كلّتْ، ونفوسٍ قد سَئِمتْ، وأوقاتٍ ضيّقة. ومن يأتي بعدَهم فقد استفاد منهم ما استخرجوه، ووقف على ما أظهروه، من غير كد ولا كُلْفةٍ، وحصلتْ له بذلك رياضة، واكتسب قوّةً. فليس بِعَجَبٍ - إذا صار إلى حيثُ زَلّ فيه مَنْ تقدَمَ، وهو موفورُ القِوى، متّسعُ الزمان، لم يلحقه مَلَل، ولا خامرَه ضَجَر - أنْ يلحظ ما لم يلحظوه، ويتأمّلَ ما لم يتأمّلوه ولذل زاد المتأخرون على المتقدّمين.
ولهذا كثرت العلوم بكثرة الرجال، واتّصال الزمان، وامتداد الاَجال. فربّما لم يُشبع القول المتقدّم في المسألة، على ما أورده المتأخرون، وإنْ كان - بحمد الله - بهم يُقتدى، وعلى أمثلتهم يُحتذى. غفر الله لهم، ولنا، ولجميع المؤمنين، آمين ربّ العالمين. السرائر، لابن إدريس (6523 - 653) ومستطرفات السرائر (ص 166 - 167).
======================ص 85 ================
ولا يُجْهدْ نَفْسَه جُهدا يُضْعِفُ النَفْسَ، وينقطعُ عن العَمَلِ، بل يستعملُ الرِفْقَ في ذلك فإنّ الرِفْقَ أصْل عظيم في جميع الأشياء ((53)).
[25 - الهمّة العالية]
ولابُدّ لطالِب العلم من الهمّة العالية في العلم، فإنّ المَرَْ يطير بِهمَتِه
الهامش
(53) وروى عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قوله: <الرفْقُ رأسُ الحكمة> رواه الخرائطي في مكارم الأخلاق (ص 91) رقم 423.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: <عليكم بالرفق، فإنّه ما خالط شيئا إلا زانَه، ولا فارقه إلا شانَه>. أرسله في نزهة الناظر (ص 4) و (ص 14).
وقال عليّ عليه السلام من وصيّته لابنه الحسين الشهيدعليه السلام: <يا بُنيّ، رأس العلم الرفق، وآفته الخرق> رواها نزهة الناظر (ص 28).
======================ص 86 ================
كالطيْرِ يطيرُ بجناحَيْه.
فلابُدَ أنْ تكونَ همَتُه على حِفْظِ جميع الكُتُبِ ليُحصلَ البَعْضَ.
فأمّا إذا كانَتْ له همَة، ولم يكنْ له جِد، أو كانَ له جد ولم تكُنْ له همَة عالية، لا يحصل له إلا القليلُ من العلم.
[26 - المثابَرة والدقّة]
وينبغي أنْ يَبْعَثَ نَفْسَه على التَحْصيلِ والجِد والمُواظَبةِ، بِالتأملِ في فضائِلِ العُلوم ودَقائِقها وحَقائِقها (54).
فإنَ العلم يَبْقى، وغيرُه يَفْنى (55) فإنَه حَياة أَبَدِيّة.
قيل: <العالِمونَ (لا يموتون) وإنْ ماتُوا فَهمْ أحْياء> (56).
الهامش
(54) كلمة <وحقائقها> وردت في بعض النسخ دون بعض.
(55) أضاف الزرنوجي هنا: كما قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام:
رَضِيْنا قِسْمة الجبّار فينا * لنا علم وللأعداء مالُ
فإنّ المالَ يفنى عن قريبٍ * وإنّ العلمَ يبقى لا يُزالُ
وهو في الديوان (ص 85).
() 56 كذا جاء القول في كتابنا، وما بين القوسين من (ف، و) فقط، وزاد الخشاب في أوّله: <المؤمنون. . . > ولم يذكره الزرنوجي، إلا أنّه نقل بمعناه شعرا، فقال:
أنشدنا ظهير الدين المرغيناني شعرا، فقال:
الجاهلونَ فموتى قبلَ موتهمُ * والعالِمونَ وإنْ ماتوا فأحْياءُ
وفي حديث كميل بن زياد النخعي المشهور عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، المشهور في تفضيل العلم على المال، قال: <العلم خير من المال: لأنّ المال تحرسُه، والعلمُ يحرسُكَ، والمالُ تُفنيه النفقةُ، والعلم يزكو على الإنفاق، والعلم حاكم والمال محكوم عليه. مات خزّان المال وهم
أحياء، والعلماء باقون ما بقي الدهر. . . >. رواه ابن عبد البرّ في جامعه (571) وقال: من قول عليّ عليه السلام هذا أخذ
سابقُ البربري قوله:
موتُ التقيّ حياة لا انقطاع لها * قد مات قوم وهم في الناس أحياء
أقول: ومن الشعر الشهير النسبة إلى الإمام أمير المؤمنين عليه السلام قوله:
ما الفضل إلا لأهل العلم أنّهم * على الهدى لمن استهدى أدِلاّءُ
وقَدْرُ كلّ امْرِىٍ ما كان يُحسِنُه * وللرِجال على الأفعال أسْماءُ
وضِدّ كلّ امْرِىٍ ما كانَ يجهلُه * والجاهلونَ لأهل العلم أعْداءُ
فَفُزْ بِعلمٍ ولا تطلب به بَدَلا * فالناسُ مَوْتَى وأهل العلم أحْياءُ
وهو في الديوان (ص 16) ونقله ابن عبد البِرّ في جامعه (481) إلا البيت الأخير.
======================ص 87 ================
وكفى بِلَذّةِ العلم داعِيا - لِلعاقِلِ - إلى تَحْصيله.
[27 - الكَسَلْ وأسبابُه وعلاجُه]
وقد يتولّدُ الكَسَلُ من كثرة البَلْغَمِ والرطوبات (57).
وطريق تقليله تقليلُ الطعام، وذلك: لاِضنّ النسيانَ من كثرة البَلْغَمِ،
وكثرةُ البَلْغَمِ من كَثْرة شُرْبِ المأِ، وكَثْرةُ شُرْبِ المأِ من كَثْرة الأكْلِ (58).
الهامش
(57) لاحظ الفقرة. [53]
(58) قال الزرنوجي هنا: قيل: <اتّفقَ سبعونَ نبيّا على أنّ كثرة النِسيان من كثرة البلغم>.
======================ص 88 ================
والخبزُ اليابِسُ يقطع البَلْغَمَ والرّطوبة.
وكذا أ كْلُ الزبيبِ، ولا يُكْثر الأكْلَ منه، حتّى لا يَحْتاجَ إلى شُرْب الماءِ، فيزيدُ البَلْغمُ.
والسِواكُ يُقَللُ البَلْغَمَ، ويزيدُ في الحفظ، والفَصاحَةِ.
وكذا القَيُْ يُقلّلُ البَلْغَمَ والرطوبات.
وطريقُ تقليلِ الأكلِ:
التأملُ في منافعِ قلّة الأكلِ، وهي: الصحةُ، والعفّةُ، وغيرُهما.
والتأمُلُ في مَضار كثْرةُ الأكْلِ، وهي: الأمراضُ وكلالةُ الطَبْعِ، وقلّة الفِطنة ((59)).
وقيل: <البِطْنَةُ تُذهب الفِطْنَةَ> (60).
وينبغي أنْ يأكُلَ الأطعمةَ الدسْمةَ (61) ، ويُقَدمَ - في الأكْلِ - الألطفَ،
الهامش
(59) قوله (وقلة الفطنة) لم يرد في (ب، و، ع).
(60) قال الماوردي: قد روي عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: <إيّاكم والبطنةَ، فإنّها مفسدة للدين، مُورِثة للسُقْمِ، مَكْسلة عن العبادة>. أدب الدنيا والدين (ص 335).
وقال عليّ عليه السلام: <إنْ كُنْتَ بَطِنا، فَعُدَ نفسك زَمِنا>. أدب الدنيا والدين (ص 335).
(61) الظاهر أن أثر الأطعمة الدسمة في تقليل الأكل من جهة أنّها تصدمُ الاَكل فيمتنع من الأكل الأكثر، ويحصل بذلك المطلوب.
وقد يُتصوّرُ أنْ أكل الأطعمة الدسمة يقتضي شرب المأ، وقد ذكر الماتن في بداية هذه الفقرة أن كثرة شرب المأ يؤدي إلى كثرة البلغم وهو موجب للنسيان فيُقال: إنّما الغرضُ هنا الإرشاد إلى طريقٍ لتقليل الأكل، وذلك يحصل بتناول الطعام الدسم، فلو عارض ذلك عند شخص يغلب عليه البلغم، فلابدّ له من أنْ يلتجى إلى طريقة اُخرى لتقليل الأكل، فلاحظ.
======================ص 89 ================
والأشهى.
وأنْ لا يَسْعى في الأكْلِ والنوم إلا لغرض الطاعات، كالصلاة، والصوم، وغيرهما.
======================ص 90 ================
الفصل الخامس
في بِدايةِ السبقِ (62) وقَدَرِه وتَرْتيبِه
[28 - وَقْتُ الشروع]
ينبغي أنْ تكونَ بدايةُ السَبْق يومَ الأربعاء، كما قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم <ما من شي بُدِىَ في يوم الأربعاء إلاّ وقد تمَ> (63).
الهامش
(62) السَبْقُ: مصدر (سَبَقَ) قال الراغب في المفردات: أصله التقدّم في السَيْرِ، ثم يتجوّز به في غيره من التقدم، ويُستعارُ لإحراز الفضل والتبريز.
أقول: والمرادُ هنا <الدَرْسُ> ولعلّه من أجل كون الدرس منشأً لإحراز الفضل والرّفعة، تسميةً للسبَب باسم المسبَب.
(63) قال الشيخ الشهيد الثاني: <وروي في يوم الأربعاء خبر. . . > فأورد هذا الحديث، لاحظ منية المريد (ص 266).
وقال الزرنوجي: <كان اُستاذنا شيخ الإسلام برهان الدين يروي في ذلك حديثا فيستدلّ به، ويقول: . . . > وأورد هذا الحديث.
وقال الزرنوجي - أيضا -: وهكذا كان يفعل أبو حنيفة، وكان يروي هذا الحديث عن اُستاذه الشيخ الإمام الأجلّ قوام الدين أحمد بن عبد الرشيد.
======================ص 91 ================
قيل: كل عملٍ من أَعمالِ الخير لابُدّ أنْ يوقَعَ يَوْمَ الأربعاءِ (64) وهذا، لأنّ يومَ الأربعاء يوم خُلِقَ فيه النُورُ (65). وهو يوم نحْس فى حق الكُفّارِ، فيكونُ مُبارَكا للمؤمِنينَ (66).
الهامش
(64) كذا في النسخ إلاّ (أ) وبعض النسخ، فلم يرد من أوّل السطر إلى هنا فيهما.
(65) جاءفي الحديث (1854) من رياض الصالحين للنووي: <خلق النور يوم الأربعاء انظر كنوز الباحثين، نور: (ص 798) ويوم: (845).
وقد روى ابن طاوس عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام حديثا فيه: <أما الأربعاءفيوم خلقت فيه النار. . . > لاحظ الدروع الواقية (ص 58) وانظر الهامش التالي.
(66) روى ابن طاوس في الدروع الواقية (ص 58) الفصل (8) عن الإمام الصادق عليه السلام انّه سئل عن سبب الصوم يوم الأربعاءفي وسط الشهر؟ فقال: <لأنّه لم يعذّب قوم قطّ إلا في أربعاء في وسط الشهر، فنردّ عنا نحسه>.
وروى عن كتاب <علل الشريعة> للحسين بن عليّ بن شيبان القزويني، عن الإمام الرضا عليه السلام قال: <الأربعاء يوم نحسٍ مستمرّ، لأنّه أوّل الأيام وآخر الأيام التي قال الله عزّوجلّ: (سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَامٍ حُسُوْما). [الحاقّة 96 - آية 7] وروى صدره ابن عدي في الكامل (2381) في ترجمة <ابراهيم بن أبي حية، أبو إسماعيل المكّي>.
وروى الزمخشري في <ربيع الأبرار> (831) حديثا نصّه: <آخر أربعاء في الشهر يوم نحس>.
وظاهر هذه الأخبار كون نحوسة الأربعاء عامّا للمؤمن وغيره، وأنّ ورود العذاب فيه على غير المؤمنين علامة لنحوسته العامّة، وهذا يُنافي كونه مباركا
ويبدو لي - في الخروج عن هذا الدخل - أمران:
الأوّل: أنّ النحوسة العامّة إنّما هي في خصوص أربعاء وسط الشهر وآخره كما هو صريح الأخبار، فإنّها قيدت بذلك. وقد ورد في حديث من مسانيد الرضا عليه السلام مرفوع إلى أمير المؤمنين
فيه أنّ رجلا قام إليه فقال: يا أمير المؤمنين، أخبرني عن يوم الأربعاء وتطيرنا منه، وثقله، وأي يومٍ هو؟
فقال عليه السلام: آخر أربعاء في الشهور، وهو المحاق، وهويوم قتلِ قابيل هابيل أخاه، ويوم الأربعاء اُلقي إبراهيم عليه السلام في النار. . . إلى آخر الحديث وهو طويل، ذكر فيه أربعا وعشرين حادثةً وقعت في يوم الأربعاء. أورد الحديث الصدوق في عيون أخبار الرضا 7 (2401) ح 1 ووزّع فقراته في علل الشرائع (ص 493) باب 244 ح 1 وغيرها، وفي الخصال (ص 318 - 319) ح 102 و 103 وغيرها. وفي البحار عن العيون والعلل (7510) ح 1.
الثاني: أنّ نحوسة الأربعاء إنّما تندفع عن المؤمن بإقدامه على الأعمال الصالحة، ولذا أضاف الإمام بعد حكمه على الأربعاء بأنّه خلقت فيه النار، فقال: <والصومُ جُنّة> أي ندفع بالصوم نحوسة هذا اليوم، فيكون الابتداء بالدرس فيه جُنّة يدفع بها ما في هذا اليوم، ويرد به نحسه، كما يُرد بالصوم.
======================ص 92 ================
[29 - مقدار الدرس وتكراره]
وأمّا قَدَرُ السَبْقِ في الابتداء:
فينبغي أنْ يكونَ قَدَرُ السبقِ للمُبْتَدِىِ قَدَرَ ما يُمْكِنُ ضَبْطُه بالإعادَةِ مرّتينِ، بالرِفْقِ والتَدْريجِ.
فأمّا إذا طالَ السبقُ في الابتداء، واحْتاجَ إلى الإعادة عشر مرّاتٍ، فهو في الانتهاء أيضا - كذلك، لأنّه يعتاد ذلك، ولا يتركُ تلك العادةَ إلاّ
======================ص 93 ================
بجُهدٍ كثير.
وقد قيلَ: <الدَرْسُ (67) حَرْف، والتكرارُ ألْف>.
[30 - الشروع بالمتون الصغار]
وينبغي أنْ يبتدىَ بشيٍ يكونُ أقربَ إلى فهمه.
والأساتيذُ كانوا يختارونَ للمبتدىء صِغارَ المُتونِ المبسوطةِ (68) ، لاِنّها أقْربُ إلى الفهم، والضَبْطِ.
[31 - كتابةُ الدرس]
وينبغي أنْ يُعَلّقَ (69) السبق، بعدَ الضَبْطِ والإعادة كثيرا.
ولا يكتب المتعلّمُ شيئا لا يفهمُه، فإنّه يورِثُ كلالةَ الطبْعِ، ويُذْهبُ الفِطْنةَ، ويضيّعُ أوقاته.
الهامش
(67) في الخشاب و (ب، د): السبق، بدل <الدرس>.
(68) في أكثر النسخ: <صغارات المبسوط> ، وفي (ع) المبسوطة، وما أثبتناه تلفيق من عدّة نسخٍ، والمراد: المتون الصغيرة الواضحة العبارة، لما فيها من البسط والتفصيل.
(69) كذا في الزرنوجي وبعض النسخ، وفي بعضها: يتعلّق، وفي آخر: يعوّل، وفي الخشاب: يعقل وفي (ف، و) يتعقّل.
والتعليق: الكتابة على الهوامش، ومنه سُمّي (خطّ التعليق) ، وقد يُطلق على مُطلق كتابة الشي واستنساخه، ونقله، وأطلقه بعض المؤلّفين كذلك على كتابة ما ألّفوه.
======================ص 94 ================
[32 - فهم الدرس]
وينبغي أنْ يجتهدَ في الفهم عن الاُستاذ، أو بالتأملِ، والتفكرِ، وكثرة التكْرار، فإنّه إذا قَلَ السبقُ وكَثُرَ التكْرار والتأمل يُدْركُ ويُفْهمُ.
وقيل: <حِفْظُ حرفينِ خَيْر من سماع وَرَقين (70) (وفَهمُ حرفينِ خَيْر من حِفْظ وِقْرين) (71)>.
الهامش
(70) في الزرنوجي: وِقْريْنِ، بدل <ورقين>.
(71) ما بين القوسين ورد في الزرنوجي ونسخة (أ، و، د، ع) لكن في هذه: ورقين هنا. وقد أثبتنا (ورقين) في الموضع الأوّل، و (وِقرين) في الموضع الثاني، لِحاظا للسجْع، فإنّه مع اختلاف الكلمتين أبْدَعُ. وقد جأ القول في (ب) كما أثبتناه.
والوِقْر: الحِمْل الثقيل.
وقد ورد التأكيد في الأحاديث الشريفة على معنى تقديم الفهم على مجرّد الرواية والجمع:
منها قول الإمام أبي عبد الله الصادق عليه السلام: <خَبَر تدريه خَيْر من ألْفٍ ترويه>.
وقوله عليه السلام: <عليكم بالدرايات لا بالروايات>.
وقال عليه السلام: <رواة الكتاب كثير، ورعاته قليل، فكم من مستنسخٍ للحديث مُسْتَغِشٍّ للكتاب، والعلماء تجزيهم الدراية، والجهال تجزيهم الرواية>.
رواها الشيخ ابن إدريس الحليّ في مستطرفات السرائر (ص 149 - 150) نقلا عن كتاب (اُنس العالم) للصفواني،
وروى الخطيب البغداديّ بإسناده عن عليّ بن موسى الرضا عن ابيه عن جدّه عن اَبائه عليهم السلام انّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: <كونوا دراةً ولاتكونوا رواةً، حديث تعرفون فقهه خير من الف حديثٍ تروونه> كتاب نصيحة اهل الحديث للخطيب (ص 4-125).
وفى حلية الأولياء لأبي نعيم (ج ص): عن ابن مسعود مرفوعاً: <كونوا للعلم رعاةً ولا تكونوا رواةً> لاحظ فيض القدير (575) الحديث 6434.
وروى الماوردي عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قوله: <همَةُ السفهأ الرواية وهمّةُ العلماء الرعاية>. أدب الدنيا والدين (ص 65).
وانظر جامع بيان العلم، لابن عبد البرّ (1272 وما بعدها) وخاصة الصفحات (131 - 132) فقد نقل أشعارا منظومة منها قول عمّار الكلبي:
إنّ الرواةَ على جهلٍ بما حملوا * مثل الجمال عليها يُحمل الودعُ
لا الودع ينفعه حمل الجمال له * ولا الجمال بحمل الودع تنتفعُ
======================ص 95 ================
وإذا تَهاوَنَ في الفَهمِ، ولم يجتَهدْ مرّةً أو مرّتينِ، يَعْتادُ ذلِكَ، فلا يَفهمُ الكلامَ اليسير (72).
فينبغي أنْ لا يَتَهاوَنَ، بل يَجْتَهدَ، ويَدْعُوَ الله تعالى، ويَتَضَرَعَ إليه، فإنَه يُجيبُ مَنْ دَعاه، ولا يُخَيبُ مَنْ رَجاه.
[33 - المُباحثةُ والمُذاكَرة]
ولابُدَ لطالب العلم من المطارحَة (73) والمناظَرةِ.
فينبغي أنْ يكونَ بالإنصافِ، والتأنّي، والتأملِ.
فيحترز عن الشَغَبِ (74) والغَضَبِ، فإنَ المناظرةَ والمذاكرةَ مشاوَرة،
والمشاوَرةُ إنّما تكونُ لاستخراج الصوابِ، وذلك إنّما يحصل بالتأمل
الهامش
(72) راجع للتفصيل عن (الفهم) بحثا ممتعا في أدب الدنيا والدين للماوردي (ص 59 - 75) ، وممّا جأ فيه (ص 79) أنشد المبرّد لبعضهم:
فسَلِ الفقيه تكُن فقيها مثله * لا خيرَ في علمٍ بغير تدَبرِ
وإذا تعسَرتِ الاُمورُ فأرْجِها * وعليك بالأمر الذي لم يَعْسُرِ
(73) في الزرنوجي: المذاكرة والمناظرة والمطارحة، بدل ما في كتابنا. وتتناوب هذه الكلمات في المواضع الاَتية حسب اختلاف النسخ والمراد منها واحد.
(74) في بعض النسخ: التعسف، بدل <الشغب>.
======================ص 96 ================
والإنْصافِ، ولا يحصل ذلك بالغَضَب، والشَغَبِ (75).
وفائدة المطارحة (76) والمُناظرة أقوى من فائدة مجرّد التكرار، لأنّ فيه تكرارا مع زيادةٍ.
قيل: <مُطارحةُ ساعةٍ خير من تكرار شَهرٍ> (77) لكن إذا كانَ مَعَ
الهامش
(75) أضاف الخشاب هنا: والمشقّة.
(76) في نسخة (أ): المباحثة، بدل <المطارحة>.
(77) قد أكّد الأئمة: على المذاكرة في أحاديث كثيرة، منها:
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، أنّه قال: <تذاكروا، وتلاقوا وتحدّثوا، فإنّ الحديث جلاء للقلوب، إنّ القلوب لترين كما يرين السيفُ، جلاؤها الحديث>. رواه الكليني في الكافي (411) كتاب فضل العلم، الحديث قبل الأخير من الباب (10) سؤال العالم وتذاكره.
وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: <إذا اجتمع المسلمان فتذاكرا غفر الله لأبَشّهما بِصاحبه>. رواه ابن منظور في لسان العرب (2666) طبع صادر، مادة (بشش).
وعنه عليه السلام قال: <تزاوروا، وتذاكروا الحديث، فإنّكم إن لم تفعلوا يَدْرُسْ علمُكم>. رواه في جامع بيان العلم (1011) وانظر تدوين السنّة الشريفة (ص 564) فقد خرجناه عن مصادر اُخري.
وقال أبو جعفر الباقرعليه السلام: <رحم الله عبدا أحيى العلم> قيل: وما إحياؤه: قال: <أنْ يذاكر به أهل الدين والورع>. رواه الكليني في الكافي (501) كتاب فضل العلم، الباب (10).
وقال الباقر عليه السلام: <تذاكر العلم دراسة، والدِراسَةُ صلاة حَسَنة>. رواه الكليني في الكافي (501) كتاب فضل العلم، الحديث الأخير من الباب (10) سؤال العالم وتذاكره.
وقال أبو عبد الله الصادق عليه السلام: <القلوبُ تُرْب، والعلم غرسُها، والمذاكرة ماؤها، فإذا انقطع عن التُرْبِ ماؤها جَفَ غرسها>. رواه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي (4192).
وقال الصادق عليه السلام: <دراسة العلم لِقاح المعرفة> رواه الحلواني في نزهة الناظر (ص 56).
======================ص 97 ================
مُنْصِفٍ، سليم الطبْع.
وإيّاك والمذاكرة مع مُتَعنتٍ، غير مُسْتَقيمِ الطبع، فإنّ الطبيعةَ مُسْتَرِقَة (78) والأخلاقَ متعدّيَة، والمجاورة مؤثرة (79).
[34 - التأمل والتدقيق]
وينبغي لطالب العلمِ أنْ يكونَ متأملا - في جميع الأوقات - في دقائِق العلُومِ، ويَعْتادَ ذلكَ، فإنّما يُدْرِكُ الدقائقَ بالتأمل.
ولهذا قيل: <تأمَلْ تُدْرِكْ> (80).
الهامش
(78) في الزرنوجي: مسرقة، وفي بعض النسخ: مسرية.
(79) لاحظ الفقرة [16] وتعليقاتها، حول اختيار الصاحب والشريك.
(80) في الخشاب: <بالتأمُلِ يُدْرَكُ>.
أقول: وكذلك ما يذكره المؤلّفون من قولهم: <فافْهم> وقد اشتهر عند الطلبة أنّ ذلك إشارة إلى بعض الإشكالات الدقيقة، وكانَ بعض الظرفأ يقول: <إنّه أمر بالمحال>
وممّا نسب إلى أمير المؤمنين عليه السلام قوله:
إذا المُشْكِلاتُ تصدّيْنَ لي * كشفتُ حقائقها بِالنَظَرْ
فإنْ برقتْ في مَخِيْل الصواب * عميأَ لا يجتليها البَصَرْ
مُقنَعةً بغيوب الاُمور * وَضعتُ عليها صحيح الفِكَرْ
لسانا كشقشقة الأرحبيّ * أو كالحسام اليماني الذَكَرْ
وقلبا إذا اسْتَنْطَقَتْهالفنو * نُ أبرَ عليها بواه دُرَرْ
ولستُ بإمَعةٍ في الرجالِ * يُسائل هذا وذا ما الخَبَرْ
ولكنّني مِذْرَبُ الأصغرَيْ * ن اُبيّنُ مَعْ ما مضى، ما غَبَرْ
نقله ابن عبد البر في جامع بيان العلم (1132) وقال: قال أبو علي: (المخيل) السحابُ يُخال فيه المطر، والشقشقة ما يخرجه الفحل من فيه عند هياجه، ومنه قيل - لخطبأ الرجال -: شقاشق. وعن ابن مسعود: الإمّعة في الجاهلية الذي يدعى إلى الطعام فيذهب معه غيره ،وروا ه الرضي في خصائص الأئمة (ص 47-48) باختلاف.
======================ص 98 ================
ولابُدَ من التأمل قَبْلَ الكلامِ، حتّى يكونَ صَوابا، فإنَ الكلامَ كالسَهمِ، فلابُدّ من تقويمه (81) بالتأملِ قبلَ الكلام، حتّى يكونَ ذِكره مُصيبا (82).
الهامش
(81) في نسخة (أ) تعوّدٍ وفي نسخةٍ: تقديمه بدل <تقويمه>.
(82) قد ورد عن أهل البيت: حديث كثير عن الكلام وخطورته، نورد بعضه:
قال أمير المؤمنين عليه السلام: <اللسان مِعيار: أطاشَه الجهلُ، وأرجَحَه العقلُ>. رواه الماوردي في أدب الدين (ص 265).
وقال عليه السلام: <إذا أراد الله صلاح عبد، ألْهمه قلّة الكلام، وقلّة الطعام وقلّة المنام>. معجم غرر الحكم (ص 1329) رقم (872).
وقال عليه السلام شعرا:
إنّ القليل من الكلام بأهله * حَسَن وإنّ كثيره ممقوتُ
ما زلّ ذو صَمْتٍ وما منْ مُكْثرٍ * إلاّ يزل وما يُعاب صَمُوتُ
إنْ شُبّه النُطقُ المبينُ بفضّةٍ * فالصّمتُ دُر زانَه ياقوتُ
وهو في الديوان (ص 59).
وسيأتي في الفقرة 59] بيان مذامّ الإكثار من الكلام، وما ورد فيه من الحديث فلاحظ التعليقة (45 و 48) هناك.
وممّا قيل في الصمت والكلام:
الصمتُ زيْن والسكوتُ سلامة * وإذا نطقتَ فلا تكن مِكثارا
فلئنْ ندمتَ على سكوتك مرَةً * فلتندمنَ على الكلامِ مِرارا
======================ص 99 ================
في (اُصول الفقه): هذا أصْل كبير، وهو: أنْ يكونَ كلامُ الفقيه لمُناظِره (83) بالتأمل.
[35 - الاسْتِفادَةُ]
ويكون مُسْتفيدا في جميع الأحْوالِ والأوْقاتِ، ومن جميع الأشْخاصِ.
قال رسول الله 6.
الهامش
(83) كذا الصواب ظاهرا، وفي أكثر النسخ (المناظر) وفي (ف، ب، و) (المناظرة)
والمراد: أنّ الكلام مع المناظر لابدّ أن يكون بعد التأمّل والدقّة.
(84) اُضيف هنا قوله: <- أي العلم -> في الخشاب فقط، وكأنّه إدراج من كاتبه، لتفسير الحديث. وقد ورد في هامش (ب).
(85) نقل هذا الحديث الراغب الاصفهاني في محاضراته (5 / 511) إلا أنّه قال: <قيّدَها> بدل <أخذها>. ورواه المناوي في كنوز الحقائق (1 / 121) بدون ذيله: <أينما. . . إلى آخر الحديث>.
وورد قوله: <الحكمة ضالَة المؤمن> في الحكمة (80) من الحكم التي جمعها الرضي من كلام أمير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة، مذيّلا بقوله: <. . . فَخُذ الحِكمةَ ولو من أهل النفاق>. فراجع نهج البلاغة (ص 481) رقم 80 من الحكم.
ومن كلامه عليه السلام: <الحكمة ضالَةُ كُلّ مؤمنٍ، فخذوها ولو من أفواه المُنافقين>.
وقوله عليه السلام: <خذ الحكمة أنّى كانت، فإنّ الحكمة ضالّةُ كلّ مؤمنٍ>.
رواهما الاَمدي في غرر الحكم، فراجع: معجم ألفاظ غرر الحكم (ص و 629).
======================ص 100 ================
وقيل: <خُذْ ما صَفا، ودَعْ ما كَدر>.
وليسَ لِصحيحِ البَدَنِ والعَقْلِ عُذْر في تَرْك التعَلمِ.
[36 - الشكْرُ والدعاء]
وللمتعلّم أنْ يشتغلَ بِالشكر، باللسانِ، والأرْكانِ: بأنْ يرى الفَهمَ والعلمَ من الله.
ويُراعيَ الفُقراءَ بالمالَ وغيره.
ويَطْلُبَ من الله التوفيقَ والهدايةَ، فإنّ الله تعالى هادٍ لمن (86) اسْتَهداه. (وَمَنْ يَتَوَكَلْ عَلَى الله فَهوَ حَسْبُه) (87) ويهديه إلى صراطٍ مُسْتقيم.
الهامش
(86) في أكثر النسخ <هادي مَن>.
(87) اقتباس من الاَية (3) من سورة الطلاق: (65).
======================ص 101 ================
[37 - علوّ الهمّة بنبذ الطمعِ والبخلِ]
وينبغي لطالب العلم أنْ يكونَ ذا همَةٍ عاليةٍ: لا يطمعُ في أموال الناس.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: <إيّاكَ والطَمَعَ فإنَه فَقْر حاضِر> (88).
ولا يَبْخَلُ بما عندَه من المال، بَلْ يُنْفِقُ على نفسه وعلى غيره (89).
الهامش
(88) كذا رواه الزرنوجي، والماوردي في أدب الدنيا والدين (ص 314) قال: روي أنّ رجلا قال: يا رسول الله، أوصني؟ قال: <عليك باليأس ممّا في أيدي الناس، وإيّاك. . . >. ورواه في كنوز الحقائق (911) وفيه: الفقر الحاضر.
ومن حكم الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: <إنّ أكرم الناسِ مَنْ اقتنى اليأس ولزم القنوعَ والورعَ، وبرِى من الحرص والطمع، فإنّ الطمعَ والحِرصَ الفقرُ الحاضر، وإنّ اليأسَ والقناعة الغنى الظاهر>. رواه في غرر الحكم ودرر الكلم، راجع معجم ألفاظه (ص 1313) رقم (701).
وقال الإمام زين العابدين عليه السلام: <ترك طلب الحوائج إلى الناس هو الغِنى الحاضر>. رواه في نزهة الناظر (ص 43).
(89) ومن الشعر المنسوب إلى أمير المؤمنين عليه السلام قوله:
لا تخضعنَ لمخلوقٍ على طمَعٍ * فإنّ ذلك وَهن منك في الدينِ
واسترزِقِ الله ممّا في خزائنه * فإنّما الأمرُ بين الكاف والنونِ
إنّ الذي أنتَ ترجوه وتأمُلُه * من البرية مسكينُ ابنُ مسكينِ
ما أحْسنَ الجود في الدنيا وفي الدين * وأقبح البخل في مَنْ صيغ من طينِ
وهو في الديوان (ص 114).
وقال عليه السلام:
دَعِ الحِرْصَ على الدنيا * وفي العَيْش فلا تَطْمَعْ
ولا تجمع من المال * فلا تدري لمَنْ تجمَعْ
ولا تدري أفي أرضك * أمْ في غيرها تُصْرَعْ
فإنَ الرزقَ مقسوم * وسوُ الظَن لا يَنفعْ
فقير كل من يَطْمَعْ * غنى كل من يَقْنَعْ
وهو في الديوان (ص 77).
وقال عليه السلام في ذمّ البخل:
إذا اجتمعَ الاَفات فالبخلُ شرها * وشر من البُخل المواعيدُ والمَطْلُ
ولا خيرَ في وَعْدٍ إذا كان كاذبا * ولا خيرَ في قولٍ إذا لم يكُنْ فِعْلُ
وإنْ كُنتَ ذا عَقْلٍ ولم تكُ عالِما * فأنْتَ كذي رِجْلٍ وليس له نَعْلُ
ألا إنّما الإنسانُ غِمْد لعقله * ولا خيرَ في غِمْدٍ إذا لم يكنْ نصْلُ
وهو في الديوان (ص 93).
======================ص 102 ================
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: <الناسُ كلهم في الفَقْرِ مَخافَة الفقرِ> (90).
وكانوا في الزمان الأوّل يتعلّمونَ الحِرْفَةَ، ثُمَ يتعلّمونَ العِلْمَ، حتّى لا يطمعُوا في أموال الناس (91).
وفي الحكمة: <مَن استغْنى بِمال الناس، افْتَقَرَ>.
والعالِمُ إذا كانَ طامِعا، لا تَبْقى له (92) حُرْمة العِلمِ،
الهامش
(90) رواه الزرنوجي كذلك، ولم نقف على تخريج له.
(91) راجع للتفصيل حول احتراف السلف من أهل العلم، الجامع لأخلاق الراوي (1/ 142 - 145) الأحاديث (47 - 52). وانظر أدب الدنيا والدين للماوردي (ص 91 - 92).
(92) في (أ): لا يرعى، بدل (لا تبقى له).
======================ص 103 ================
فلا يقول بالحقَ (93).
[38 - التقدير للتكرار]
وينبغي لطالب العِلْمِ أنْ يُعِدَ وَيُقَدرَ لنفسه تقديرا في التكرار، فإنّه لا يستقر قلبه (94) حتّى يَبْلُغَ ذلك المبْلَغ.
وينبغي أنْ يُكَررَ سبق الأمْسِ خمسَ مرّاتٍ، وسبق اليوم. الذي قبل الأمْسِ أرْبَعَ مرّاتٍ، وسبق الذي قبلَه ثلاثا، والذي قبلَه اثْنتينِ، والذي قبلَه واحدةً.
فهذا أدْعى إلى الحفظ (95).
[39 - المخافَتةُ والإجْهارُ عند التكرار]
وينبغي أنْ لا يعتادَ المخافتةَ (96) في التكرار، لأنّ الدرسَ والتكرارَ لابُدّ أنْ يكونا بقوّةٍ ونِشاطٍ.
ولا يشتغلُ في حال نُعاسٍ، أو غَضَبٍ، أو جُوعٍ، أو عَطَشٍ، ونحو] (97). [ذلك
الهامش
(93) في (ف) وبعض النسخ: فلا يقول الحق، والجملة ساقطة من (ع).
(94) في (أ): نفسه، بدل <قلبه>.
(95) اُضيف هنا في (ع) وبعض النسخ: <والتكرار> ولم يوردها الزرنوجي.
(96) في الخشاب: المخافة، وفي آخر: المخالفة.
(97) ما بين المعقوفين ورد في (ع) فقط.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://fqheahlalbayt.forumarabia.com
 
تكملة كتاب آدَابُ المُتَعَلِّمِينَ للشيخ الإمام المحقّق أبي جعفر نصير الدين الطوسيّ محمّد بن محمّد بن الحسن المعروف ب- <الخواجه> (795 - 276) تحقيق وتوثيق السيّد محمّد رضا الحسينيّ الجلالي ج4
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تكملة كتاب آدَابُ المُتَعَلِّمِينَ للشيخ الإمام المحقّق أبي جعفر نصير الدين الطوسيّ محمّد بن محمّد بن الحسن المعروف ب- <الخواجه> (795 - 276) تحقيق وتوثيق السيّد محمّد رضا الحسينيّ الجلالي
» تكملة كتاب آدَابُ المُتَعَلِّمِينَ للشيخ الإمام المحقّق أبي جعفر نصير الدين الطوسيّ محمّد بن محمّد بن الحسن المعروف ب- <الخواجه> (795 - 276) تحقيق وتوثيق السيّد محمّد رضا الحسينيّ الجلالي3 ج3
» الدعاء عند أهل البيت عليهم السلام كتاب الدُّرًّةُ البَاهرة من الأصدَاف الطاهِرة للفقيد الشهيد محمد بن جمال الدين مكي العاملي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات هيئة فقه الرسول الأعظم وأهل البيت الأطهار والصحابة الأبرار :: منتدى مكتبة اهل البيت الشاملة-
انتقل الى: