منتديات هيئة فقه الرسول الأعظم وأهل البيت الأطهار والصحابة الأبرار
منتديات فقه اهل البيت عليهم السلام ترحب بكم
عزيزي الزائر *** عزيزتي الزائرة
يرجى التفضل بتسجيل الدخول ان كنت
عضوا معنا

او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب
بالانضمام الى اسرة المنتدى

وسنتشرف بتسجيلك
تقبل منا وافر الاحترام والتقدير

الادارة
تكملة كتاب آدَابُ المُتَعَلِّمِينَ للشيخ الإمام المحقّق أبي جعفر نصير الدين الطوسيّ محمّد بن محمّد بن الحسن المعروف ب- <الخواجه> (795 - 276) تحقيق وتوثيق السيّد محمّد رضا الحسينيّ الجلالي Uooo_u10
منتديات هيئة فقه الرسول الأعظم وأهل البيت الأطهار والصحابة الأبرار
منتديات فقه اهل البيت عليهم السلام ترحب بكم
عزيزي الزائر *** عزيزتي الزائرة
يرجى التفضل بتسجيل الدخول ان كنت
عضوا معنا

او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب
بالانضمام الى اسرة المنتدى

وسنتشرف بتسجيلك
تقبل منا وافر الاحترام والتقدير

الادارة
تكملة كتاب آدَابُ المُتَعَلِّمِينَ للشيخ الإمام المحقّق أبي جعفر نصير الدين الطوسيّ محمّد بن محمّد بن الحسن المعروف ب- <الخواجه> (795 - 276) تحقيق وتوثيق السيّد محمّد رضا الحسينيّ الجلالي Uooo_u10
منتديات هيئة فقه الرسول الأعظم وأهل البيت الأطهار والصحابة الأبرار
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات هيئة فقه الرسول الأعظم وأهل البيت الأطهار والصحابة الأبرار

منتدى شامل لكل الاخوة المسلمين في العالم، اسلامي ،فكري ، فقهي ، علمي ، اجتماعي ، وفق القرآن الكريم والسنة النبيوية الشريفة
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

بسم الله الرحمن الرحيم (( ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ )) {23}الشورى صدق الله العلي العظيم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (( انما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق )) صدق رسول الله ( ص ) قال أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام (( الدهر يومان يوم لك ويوم عليك ، فإن كان لك فلا تبطر ، وإن كان عليك فاصبر ان الله مع الصابرين 

دعاء ابو عبد الله الحسين بن علي بن ابي طالب عليهما السلام (( اَللّـهُمَّ اَنْتَ مُتَعالِي الْمَكانِ، عَظيمُ الْجَبَرُوتِ، شَديدُ الِمحالِ، غَنِيٌّ َعنِ الْخَلايِقِ، عَريضُ الْكِبْرِياءِ، قادِرٌ عَلى ما تَشاءُ، قَريبُ الرَّحْمَةِ، صادِقُ الْوَعْدِ، سابِغُ النِّعْمَةِ، حَسَنُ الْبَلاءِ، قَريبٌ إذا دُعيتَ، مُحيطٌ بِما خَلَقْتَ، قابِلُ التُّوبَةِ لَمَنْ تابَ اِلَيْكَ، قادِرٌ عَلى ما اَرَدْتَ، وَمُدْرِكُ ما طَلَبْتَ، وَشَكُورٌ اِذا شُكِرْتَ، وَذَكُورٌ اِذا ذُكِرْتَ، اَدْعُوكَ مُحْتاجاً، وَاَرْغَبُ اِلَيْكَ فَقيراً، وَاَفْزَعُ اِلَيْكَ خائِفاً، واَبْكي اِلَيْكَ مَكْرُوباً، وَاَسْتَعينُ بِكَ ضَعيفاً، وَاَتوَكَّلُ عَلَيْكَ كافِياً، اُحْكُمْ بَيْنَنا وَبَيْنَ قَوْمِنا فَاِنَّهُمْ غَرُّونا وَخَدَعُونا وَغَدَروا بِنا وَقَتَلُونا، ونَحْنُ عِتْرَةُ نَبِيِّكَ، وَوَلَدُ حَبيبِكَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِاللهِ، الَّذي اصطَفَيْتَهُ بِالرِّسالَةِ، وَائْتَمَنْتَهُ عَلى وَحْيِكَ، فَاجْعَلْ لَنا مِنْ اَمْرِنا فَرَجاً وَمَخْرجاً بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ . ))

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» محاضرة
تكملة كتاب آدَابُ المُتَعَلِّمِينَ للشيخ الإمام المحقّق أبي جعفر نصير الدين الطوسيّ محمّد بن محمّد بن الحسن المعروف ب- <الخواجه> (795 - 276) تحقيق وتوثيق السيّد محمّد رضا الحسينيّ الجلالي I_icon22الأحد ديسمبر 18, 2022 4:52 pm من طرف المدير العام

» سيرة حياة الامام الحسن بن علي بن ابي طالب عليهما السلام
تكملة كتاب آدَابُ المُتَعَلِّمِينَ للشيخ الإمام المحقّق أبي جعفر نصير الدين الطوسيّ محمّد بن محمّد بن الحسن المعروف ب- <الخواجه> (795 - 276) تحقيق وتوثيق السيّد محمّد رضا الحسينيّ الجلالي I_icon22الأربعاء يونيو 24, 2015 3:53 pm من طرف المدير العام

» برنامج الصلاة: أهميتها وآثارها وأحكامها، بالنص والصوت والصورة، ومن جوانب عديدة..
تكملة كتاب آدَابُ المُتَعَلِّمِينَ للشيخ الإمام المحقّق أبي جعفر نصير الدين الطوسيّ محمّد بن محمّد بن الحسن المعروف ب- <الخواجه> (795 - 276) تحقيق وتوثيق السيّد محمّد رضا الحسينيّ الجلالي I_icon22الإثنين يونيو 15, 2015 11:19 am من طرف المدير العام

»  برنامج القرآن الكريم (للجوال): تلاوة وتفاسير وبحث
تكملة كتاب آدَابُ المُتَعَلِّمِينَ للشيخ الإمام المحقّق أبي جعفر نصير الدين الطوسيّ محمّد بن محمّد بن الحسن المعروف ب- <الخواجه> (795 - 276) تحقيق وتوثيق السيّد محمّد رضا الحسينيّ الجلالي I_icon22الإثنين يونيو 15, 2015 11:15 am من طرف المدير العام

»  برنامج الصحيفة السجادية (للجوال): شروح وتسجيل صوتي وبحث
تكملة كتاب آدَابُ المُتَعَلِّمِينَ للشيخ الإمام المحقّق أبي جعفر نصير الدين الطوسيّ محمّد بن محمّد بن الحسن المعروف ب- <الخواجه> (795 - 276) تحقيق وتوثيق السيّد محمّد رضا الحسينيّ الجلالي I_icon22الإثنين يونيو 15, 2015 11:09 am من طرف المدير العام

» حصرياً مكتبة أهل البيت (ع) - الإصدار الثاني - أكثر من 7000 كتاب
تكملة كتاب آدَابُ المُتَعَلِّمِينَ للشيخ الإمام المحقّق أبي جعفر نصير الدين الطوسيّ محمّد بن محمّد بن الحسن المعروف ب- <الخواجه> (795 - 276) تحقيق وتوثيق السيّد محمّد رضا الحسينيّ الجلالي I_icon22الإثنين يونيو 15, 2015 11:04 am من طرف المدير العام

»  الحسيني الصغير: قصص وفلاشات وصوتيات ومرئيات عاشورائية للأطفال والأشبال
تكملة كتاب آدَابُ المُتَعَلِّمِينَ للشيخ الإمام المحقّق أبي جعفر نصير الدين الطوسيّ محمّد بن محمّد بن الحسن المعروف ب- <الخواجه> (795 - 276) تحقيق وتوثيق السيّد محمّد رضا الحسينيّ الجلالي I_icon22الأحد يونيو 14, 2015 7:50 pm من طرف المدير العام

» دائرة معارف الشهيد السيد محمد باقر الصدر : كتب وتسجيلات صوتية وصور
تكملة كتاب آدَابُ المُتَعَلِّمِينَ للشيخ الإمام المحقّق أبي جعفر نصير الدين الطوسيّ محمّد بن محمّد بن الحسن المعروف ب- <الخواجه> (795 - 276) تحقيق وتوثيق السيّد محمّد رضا الحسينيّ الجلالي I_icon22الأحد يونيو 14, 2015 7:45 pm من طرف المدير العام

» حصرياً ولأول مرة:موسوعة نهج البلاغة-منهج النور:شروح وترجمة ومخطوطات وتسجيلات صوتية
تكملة كتاب آدَابُ المُتَعَلِّمِينَ للشيخ الإمام المحقّق أبي جعفر نصير الدين الطوسيّ محمّد بن محمّد بن الحسن المعروف ب- <الخواجه> (795 - 276) تحقيق وتوثيق السيّد محمّد رضا الحسينيّ الجلالي I_icon22الأحد يونيو 14, 2015 1:39 pm من طرف المدير العام

مواضيع مماثلة
المواضيع الأكثر نشاطاً
لنعطر افواهنا بدخول صرحنا الشامخ بذكر الصلاة على رسول الله عليه افضل الصلاة
سيرة حياة الامام الحسن بن علي بن ابي طالب عليهما السلام
اخواني اخواتي الكرام لنتعلم دروس اللغة العربية من الالف الى الياء
الإمام جعفر الصادق «عليه السلام» .. الجزء الاول تأليف العلامة الجليل الشيخ محمد الحسين المظفر
لنسجل دخولنا الى المنتدى بذكر اسم من اسماء الله الحسني لتنتعش قلوبنا بالايمان وتشرق وجوهنا بنور الله عزوجل
تعـرف على الأئمـة الإثنى عشـر عليهم افضل الصلاة والسـلام ج1
مَثلُ أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى
عاشوراء ثورة في ضميرالانسان
من طب الامام علي بن ابي طالب عليه السلام
لسان حال عبد الله الرضيع مع أمه الرباب
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات هيئة فقه الرسول الأعظم وأهل البيت الأطهار والصحابة الأبرار على موقع حفض الصفحات
التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني




 

 تكملة كتاب آدَابُ المُتَعَلِّمِينَ للشيخ الإمام المحقّق أبي جعفر نصير الدين الطوسيّ محمّد بن محمّد بن الحسن المعروف ب- <الخواجه> (795 - 276) تحقيق وتوثيق السيّد محمّد رضا الحسينيّ الجلالي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المدير العام
المدير العام
المدير العام





اسم الدولة : العراق
الجنس : ذكر
الابراج : السرطان
عدد المساهمات : 367
نقاط : 865
النشاط : 0
تاريخ التسجيل : 19/11/2011
العمر : 63
الموقع الموقع : العراق
العمل/الترفيه العمل/الترفيه : مدرس لغة عربية متقاعد
المزاج المزاج : الحمد لله والشكر على ما انعم علينا

تكملة كتاب آدَابُ المُتَعَلِّمِينَ للشيخ الإمام المحقّق أبي جعفر نصير الدين الطوسيّ محمّد بن محمّد بن الحسن المعروف ب- <الخواجه> (795 - 276) تحقيق وتوثيق السيّد محمّد رضا الحسينيّ الجلالي Empty
مُساهمةموضوع: تكملة كتاب آدَابُ المُتَعَلِّمِينَ للشيخ الإمام المحقّق أبي جعفر نصير الدين الطوسيّ محمّد بن محمّد بن الحسن المعروف ب- <الخواجه> (795 - 276) تحقيق وتوثيق السيّد محمّد رضا الحسينيّ الجلالي   تكملة كتاب آدَابُ المُتَعَلِّمِينَ للشيخ الإمام المحقّق أبي جعفر نصير الدين الطوسيّ محمّد بن محمّد بن الحسن المعروف ب- <الخواجه> (795 - 276) تحقيق وتوثيق السيّد محمّد رضا الحسينيّ الجلالي I_icon22السبت يناير 14, 2012 12:20 am

======================ص 28 ================
تمهيد حول المؤلف والكتاب
بقلم
الدكتور يحيى الخشّاب
اعتزازا بما كتبه الدكتور يحيى الخشاب المصري عن المؤلّف والكتاب، في مقدّمة تحقيقه نثبت نصّه هنا:
الطوسيّ هو أبو جعفر، نصير الدين، محمّد بن محمّد بن حسن:
وُلِدَ في جَهرُوْدِ قُم، سنة (597 هج 1200 م).
واشتغل في صِباه بالتحصيل والتزوّد من الحكمة، وسافَرَ كثيرا ليتلقّى العلمَ على أهله، ثمّ أقام في طوس فترةً طويلةً حتى نُسبَ إليها.
والطوسي من العلماء الذين اُوتوا دِقّةَ الحسّ ورَهفَ الشعور.
وكان شيعيّا.
وقد رأى ما يجري في عاصمة الخلافة <بغداد> من ضعف الخليفة،وانصرافه إلى لذّاته مع قيانه وجواريه!
======================ص 29 ================
ومن تناحُر رجال الخليفة، وحقد بعضهم على بعض، وسعاية بعضهم ببعضٍ، وانصرافهم جميعا عن شؤون الدين والدنيا، وكانت مقاليدهما في أيديهم!
ورأى الفِتنة بين السنّة والشيعة تصحو، وأحياء الشيعة تحترق، ومشاهدهم يمسّها التخريب، والخليفةُ ووُزراؤه يرون هذا فلا يحسّون بإدْبار الدنيا عنهم وعن دولتهم، ولا يحاولون درء الأذى عن الرعيّة، أو دفع الشرّ عن الدين.
وخرج الطوسيّ من بلاد الخليفة المستعصم بالله (640 -651) هج (1242-1258 م) عَلّه يستريح إلى بَلَدٍ تُحتَرمُ فيه حريّةُ العقيدة ويأمن فيه الناسُ على أموالهم وعقائدهم.
فسارَ إلى قهستان، حيث كان الإسماعيليةُ يحكمون.
فالتحقَ بخدمة علاء الدين، محمّد بن حسن، وتقرّب من محتشم (أي حاكم) قهستان: ناصر الدين عبد الرحيم - وكان حكّام قهستان يبذلون جهدا كبيرا في أنْ يزيّنوا بلاطهم بالعلماء والاُدباء.
ولكنّ الطوسيّ لم يجدْ لدى الإسماعيلية ما كان يبغي من الأمن والطُمأنينة،فقد وَجدَ نفسه بين قومٍ يحملونه على أنْ يذهبَ في الفكر مذهبَهم، ولم يكن يقدر على مواجهتهم بالحقّ الذي يراه.
وهكذا أحسَ بأنّه استجار من الرمضاء بالنار.
وأدرك أنّ شرّا قريبا يوشك أنْ يقع ببلاد المسلمين، واُولو الأمر عنه لاهونَ
والاُمّة الإسلاميّة - التي أسلمتْ قيادها للخليفة ووزرائه - لا تدري من أمرها شيئا
وهذا التراث الإسلاميّ العظيم - الذي يتمثّل في عشرات الاُلوف من الكتب
======================ص 30 ================
والرسائل في شتّى العلوم والآداب، والذي يرعاه في تلكم الأيّام عشرات من العلماء - كلّ هذا أصبحَ ولا حامٍ له ولا راعٍ ممّن بيدهم الأمر في العالم الإسلاميّ!
وتقدّمت جحافلُ المغول، في القرن السابع الهجري، مُكْتسحةً العالم الإسلاميّ الشرقي قُطْرا بعد قُطْرٍ.
وكانت شُهرة الطوسيّ، في علم النجوم والرَصَد، قد بلغت مسامع هوْلاكُو،فأرادَ أنْ يكونَ هذا العالِمُ في حاشيته، ليستعينَ بخبرته في النجوم (1).
وكان الطوسي يعرف ما سَيَحل بالشرق الإسلاميّ من غارات المغول،وكان يعلمُ أنّ البناءَ الذي أقامه العباسيّون قد دَبَ فيه الفناءُ، وأنّ أساسه قد تقوّضَ، ولا سبيل إلى بقائه.
وأدرك أنّه سيدفعُ كثيرا من الشرّ والبلاء عن المسلمين لو بقيَ بجانب ملك المغول الذي لا يعرف الشفقة، وأنّ بقاءه وتعاونه معه خير من فراره منه وتركه وحده يُفني البشرَ، ويقضي على الإسلام.
الهامش
(1) لقد استغلّ بعضُ الجهلة - من أعداء الحقّ والعلم - وجود الشيخ المحقّق الطوسيّ أسيرا لدى الجيش المغوليّ، للتهجّم عليه وعلى طائفة الشيعة الذي ينتمي إليها، واتّهامه، بزعم أنّ له يدا في غزو المغول للبلاد الإسلاميّة
لكنّ عظمة الشيخ المحقّق الطوسي، وإنجازاته العظيمة: باستنقاذ التراث الإسلامي من التلف وحفظه في خزانة الكتب في مراغة، واستنقاذه لعشرات العلماء من أبناء الطائفة العامية بالذات من أنْ يُقتلوا على أيدي المغول، وكذلك تأسيسه للرصد في مراغة، ورعايته للعلماء والمحقّقين، تفنّد تلك الاتّهامات الكاذبة، والمزاعم المغرضة.
وقد دافع المنصفون بقوّة وصلابة عن الشيخ العظيم ومواقفه الموفّقة في خدمة العلم والعلماء والحضارة الإسلاميّة.
ومنهم الدكتور مصطفى جواد في مقالته التي ألقاها في الذكرى المئوية السابعة لوفاته، والمنشورة في مجلة دانشكده ادبيات - طهران.
======================ص 31 ================
ويرى عبّاس إقبال في (تاريخه): أنّ الطوسيّ، علاوةً على مقامه العلميّ،قد أدّى للحضارة الإسلاميّة عملين عظيمين:
أوّلهما: أنّه بذل جُهدا كبيرا للمحافظة على الكتب النفيسة، والاَثار، حتى لا يهلكها المغول، ممّا أتاح له أن يجمع مكتبة تحوي أربعمائة ألف مجلّد.
والثاني: أنّه استخدم نفوذه عند هولاكو، لينقذ من الهلاك كثيرين من أهل العلم والأدب (2).
ويُعَد الطوسي أعلمَ أهل زمانه وهو الذي أعاد للحضارة الإسلاميّة بهاءها، وقوّتها في أحلك الظروف السياسيّة وأقساها على القسم الشرقي من العالم الإسلاميّ، وهو لهذا قد استحقّ لَقَبَ <اُستاذ البَشَر>.
وله ما يقرب من ثلاثة ومائة كتاب ورسالة ومقالة، في موضوعات وفنون مختلفة، منها خمسة وعشرون كتابا بالفارسيّة (3).
وقد فصّل البيان عن كتبه الاُستاذ الدكتور محمّد معين ذاكرا أسماءها، وهي:
في الحكمة النظرية والعملية، والهيئة والنجوم، والرياضيّات، والعلوم الطبيعيّة،والعلوم الدينية، والعلوم المكنونة، وفنون الأدب، والتاريخ، والجغرافية، والتصوّف (4).
الهامش
(2) تاريخ مفصل إيران، المجلد الأول (ص 502).
وانظر: المجدّدون في الإسلام، لعبد المتعال الصعيدي (ص 259) وتاريخ التمدّن الإسلامي لجورجي زيدان المصري (2-245) ومقالة الدكتور مصطفى جواد في مجلة دانشكده ادبيات، السنة (3) العدد (4).
(3) راجع مقالين للاُستاذين حسين خطيبي، وذبيح الله صفا، في مجلة دانشكده ادبيات - طهران، السنة (3) العدد (4) ص 11 - 29.
(4) مجلة دانشكده ادبيات - طهران، نفس العدد، (ص 30-42).
وأوسع ما كتب عن الطوسي، كتاب <أحوال وآثار خواجه نصير الدين الطوسي> تأليف محمّد تقى مدرس رضوي، وقد طبع في طهران - بنياد فرهن إيران سنة 1354 ، بالفارسية.
======================ص 32 ================
ولشهرته الذائعة الصيت في الزيج والرَصَد، طلب منكوقاآن من أخيه هولاكو أنْ يوفد إليه الطوسيَ، حتى يؤسس مرصدا في بلاد المغول، ولكنّ هولاكو لم يُلَب رغبة أخيه وأمر بإقامة المرصد في إيران.
وفي مَراغَة أنشأ الطوسيّ مرصدا عام (756 ه - 8521 م) وقد أمَدَه هولاكو، و أباقا من بعده، بعونٍ مالي عظيم، منه أوقاف واسعة أتاحَتْ له أنْ يقتنيَ كثيرا من الكتب والاَلات، كما مكّنتْه من الاستعانة بالعلماء المتفرّغين، ليُتمَ <زيج مَراغة>. وقد ضَمَنَ كتابه <الزيج الإيلخانيّ> خلاصة ما بذله وصحبُه في هذا السبيل (5).
ومن رسائل الطوسي هذه الرسالة [آداب المتعلّمين] التي ننشرها اليوم.
وهي مخطوط، باللغة العربية، بمكتبة جامعة القاهرة، عدد أوراقه (35) 11 #18 كتب بالخطّ النسخ المشكول، وتحت كثير من كلماته ترجمتها، أو شرح لها، بالفارسية، نمرة (26184).
ويبدو أنّ الناسخ لم يكن يُتقن العربيّة، فقد أكثر من الخطأ في الشكل، وفي الهجاء ولعلّها كانتْ فارسيّةً، وعُرّبَتْ (6).
الهامش
(5) انظر مقال الاُستاذ آيدين صاييل اُستاذ تاريخ العلوم في جامعة أنقره، بالفارسية، في مجلة دانشكده. . . المذكورة (ص 58-72).
(6) هذا الاحتمال الذي ذكره - بأن يكونَ أصلُ الكتاب فارسيّا - غريب جدّا، إذْ مجرّدُ الوقوف على مخطوطة واحدة لا يكفى لإطلاق مثل هذا الحكم، ولا يبرّره وجودُ الأغلاط، كما لا يخفي. خصوصا إذا لاحظنا موافقة كثيرٍ من عباراته، لما جاء في كتاب الزرنوجي، الذي لا يُشَك في كونه مؤلَفا عَربيا
======================ص 33 ================
والرسالة في اثني عشر فصلا:
الفصل الأول: في ماهيّة العلم، وفضله.
الفصل الثاني: في النيّة.
الفصل الثالث: في اختيار العلم، والاُستاذ، والشريك، والثبات.
الفصل الرابع: في الجِدّ، والمواظبة، والهمّة.
الفصل الخامس: في بداية السبق، وقَدَره، وترتيبه.
الفصل السادس: في التوكل.
الفصل السابع: في وقت التحصيل.
الفصل الثامن: في الشفقة، والنصيحة.
الفصل التاسع: في الاستفادة.
الفصل العاشر: في الوَرَع في التعلم.
الفصل الحادي عشر: في ما يورث الحفظ، وما يورث النسيان.
الفصل الثاني عشر: في ما يجلب الرزق، وما يمنع الرزق، وما يزيد في العمر،وما ينقص. والطوسيّ في هذه الرسالة: يتحدّثُ عن الذين أخطأوا طريق العلم، وتركوا شرائطه، فلم يتيسّر لهم التحصيل، مع اجتهادهم، ولم ينتفعوا بثمرات العلم، مع اشتغالهم به.
وهو يشرحُ قول النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: <طَلَبُ العلم فريضة على كل مُسْلمٍ
======================ص 34 ================
ومُسْلمةٍ> ويبيّن المقصود من العلم.
ثمَ يتحدّثُ عن وجوب التأنّي في اختيار الاُستاذ والتحرّي في اختيار شريك الدرس، والتمعن في اختيار مادّة الدرس.
ويتحدّثُ عن آداب الدرس، فيذكر أنّه لا يجوز للطالب أنْ يجلسَ قريبا من الاُستاذ بغير ضرورةٍ، بل يجبُ أنْ يكونَ بينَهما قَدَرُ القوس، لأنّه أقرب إلى التعظيم.
ويشرحُ الحكمةَ التي تقول: <مَنْ جَدَ وَجَدَ> ويَحُث الطالب على المُثابرَة،والمُواظَبة، والمُطارَحة، والمُناظرَة.
ويدعو إلى التأمل قبل الكلام.
ويبيّنُ الطوسي ما ينبغي على العالم من التفاني في علمه، والإعراض عن الحرص، وجمع المال عن طريق العلم، ويذكر أنّ العلماء في القرون الاُولى للإسلام كانوا يتعلّمون الحِرْفَةَ أوّلا، ثمّ يتعلّمون العلم، حتّى لا يطمعوا في أموال الناس.
ويشرحُ الرأي القائل بطلب العلم من المهد إلى اللحد، وبالاستفادة من تحصيله في كلّ وقتٍ.
ويحث الشباب على الإفادة من الشيوخ، فإنّهم يَبْلُغونَ الأوْجَ حين يتقدّمُ بهم العُمُر، وتتضاعَفُ الفائدةُ من الاستماع إليهم.
وهكذا نجدُ الطوسيَ في رسالته هذه مؤدبا، يدعو إلى نشر العلم، وإلى خير الوسائل التي تؤدّي إلى يُسْر التحصيل، وآداب الدّرس.
انتهى كلام الدكتور الخشاب
======================ص 35 ================
سطور عن حياة الإمام المحقّق محمّد بن محمّد بن الحسن
نصير الدين الطوسي الشهير ب <الخواجه>
مولده ووالده: ولد يوم السّبت، الحادي عشر من جمادى الاُولي، عند طلوع الشمس،سنة (سبع وتسعين وخمسمائة) للهجرة النبوية. في ضواحي قم، في موضع يسمى جِهرُود، أو طُوْس.
كان والده <وجيه الدين محمّد بن الحسن> من فضلاء الطائفة في عصره،أخذ علوم الشريعة: الفقه، والحديث، والكلام، من السيّد الإمام فضل الله الراوندي، الكاشاني.
مشايخه:
تربّى المحقّق الطوسي في كنف والده، فأخذ منه علمي الفقه والحديث، كما أخذ من خال أبيه الملقّب بنصير الدين المشتهر بالحديث، ومن خاله - هو المعروف بنور الدين، وكان فيلسوفا، فأخذ منه المنطق والحكمة.
======================ص 36 ================
وأخذ في مختلف البلاد التي هاجر إليها من:
مُعين الدين، سالم بن بدران، في الفقه واُصوله.
وأسْعد بن عبد القاهر.
وفَريد الدين النيسابوريّ، الحسن بن محمّد.
وكمال الدين المَوْصِليّ، موسى بن يونس، في الرياضيات والحكمة.
وقُطب الدين المصريّ إبراهيم بن عليّ، في الطبّ.
ومن غيرهم.
هجرته:
وهاجر إلى نيسابور، بوصيّة من والده، وكانت هي الحاضرة العلمية، التي تزخر بالعلماء والمحدّثين والأساتذة الكبار.
وهاجر إلى الريّ، وبغداد، والمَوْصِل، آخذا من أعلامها.
ثمّ عاد إلى طوس، مسقط رأسه.
وهاجر إلى منطقة <قهستان> في غربيّ إيران سنة (625) بعد تدهور الأوضاع في المناطق الشرقيّة والوسطى في إيران، على أثر كثافة الهجوم المغولي وعبث عساكره، وكان حاكم المنطقة ناصر الدين عبد الرحيم يهوى العلم ويجلّ العلماء، فاستقرّ المحقّق الطوسيّ هناك.
وطار صيت المحقّق الطوسيّ في علوم الفلسفة والرياضيات، فطلب زعيم الإسماعيلية من الحاكم ناصر الدين إيفاده إليه، فارتحل المحقّق - على كُرْه - إلى قلاع الإسماعيلية، حتى استقرّ في قلعة (أَلَمُوْت) أعظمهما وأحصنها، فظلّ هناك طوال (28) سنة، قضاها على مَضَضٍ، كما أعرب عنه في بعض مؤلّفاته، كخاتمة شرح الإشارات، وقد غزر انتاجه العلمي في تلك الظروف القاسية.
======================ص 37 ================
وواصلت الزحوف المغولية هجومها الوحشيّ، حتى سقطت القلاع ومنها (ألَمُوت> سنة (356) <فأصبح المحقّق الطوسي في قبضة هولاكو> حسب تعبير السيّد الأمين <ولم يَعُد يملك لنفسه الخيار في صحبته>.
وفي سنة (656) لمابدأالزحف المغولي على بغداد - عاصمة الحكم العباسي أرسل المحقّق الطوسي كسفير يحاول إقناع الخليفة المغرور بالصلح مع الغزاة الدمويين، فلم يتعقّل الخليفة الموقف، ورفض الحلول المطروحة، فاكتسحت جيوش هولاكو بغداد فسقطت في (5 صفر 656).
وقام المحقّق الطوسيّ بدَوْر عظيم في هذه الحادثة الأليمة حيث حدّد من تعميقها، وقصّر من أمدها، وأوقف نزف الدماء في الحدود الممكنة، واستنقذ العشرات من نفوس العلماء والأشراف والفضلاء، وأنقذ الاَلاف من كتب التراث التي تعرّضت للحريق والنهب، وحافظ على الاَثار العمرانية من أن تطالها يد العدوان.
وهذه هي الحقيقة المشرّفة التي اعترف بها معاصرو المحقّق والذين شاهدو الأحداث فأرّخوها، كابن الفوطي مؤرّخ بغداد الذي كان فيها قبل الحوادث وعاشرها، ولازم المحقّق بعدها.
إلاّ أنّ شراذم من المزوّرين للتاريخ من أعداء العلم والدين والمستأجَرين الذين يخفّفون عن أسيادهم بوضع اللائمة على الاَخرين سوّدوا صحائف كتبهم باتّهام الإمام المحقّق الطوسي لمجرّد وجوده في يد المغول، وتحت سيطرة هولاكو بالذات، الذي استغلّه المحقّق - بفطنته ودرايته - للقيام بتخفيف الوطأة، ورفع الشدّة بالقدر الممكن.
وبعد ذلك استغلّ المحقّق نفوذه في البلاط، فتولّى إدارة شؤون الأوقاف في البلاد، فزار بغداد، والحلّة، وواسط للوقوف على أوضاعها عن كَثَب.
======================ص 38 ================
أكاديميّته:
ورجع إلى إيران، وأقنع المغول في إقامة أعظم أكاديميّة علمية في العالم - ذلك اليوم - تحتوي على <الرصد> والمدرسة، والمكتبة، فأسّسها سنة (657) وجمع فيها مَنْ تمكّن من علماء البلاد وحتى الفقهاء والاُدباء، لإنعاش العلم تحت كنفه.
واحتوت في مكتبتها على ما يربو على نصف مليون كتاب، جمعها المحقّق من التراث المبعثر، وممّا نهبه المغول من كافة البلاد التي غزوها من ما وراء النهر إلى بغداد.
فكانت <مراغة> التي تعرف برصدها حتى اليوم، مركز هذه الأكاديمية العظيمة.
وفي سنة (665) سافر إلى خراسان، ورجع إلى مراغة في (667) وسافر إلى العراق سنة (672) فأصابه المرض في بغداد، فتوفّي يوم الغدير (18 ذي الحجة الحرام) من تلك السنة.
ودفن في الحرم الكاظمي الشريف، في مقابر قريش، في الجانب الغربي من تلك البقعة المباركة، وأوصى أن يكتب على قبره: (وَكَلْبُهمْ بَاسِط ذِرَاعَيْه
بِالْوَصِيدِ).
تلامذته:
تلمّذ عند المحقّق الطوسي عشرات من العلماء، وأشهرهم:
قطب الدين الشيرازي محمود بن مسعود، الفيلسوف المفسّر.
والعلامة الحلّي، الحسن بن يوسف بن المطهر، الفقيه المحدّث الاُصوليّ الرجالي، الحكيم.
======================ص 39 ================
مؤلّفاته:
وخلّد المحقّق الطوسي ما يربو على (190) من المؤلّفات، بين كتاب كبير،ورسالة صغيرة، وتعليقة، وترجمة، وفائدة، ومقالة، وجواب مسألة، ورسالة خاصّة إلى أصحابه.
ومن أشهر مؤلّفاته المتداولة:
- تجريد الاعتقاد: أخصر متن يضمّ العقائد على رأي الشيعة الاثنى عشرية، بأتمّ شكل وأقواه، جامعا للأدلّة والبراهين، ودفع التوهمات والاعتراضات.
وله شروح عديدة واسعة من علمأ الشيعة، والعامة. .
- تلخيص المحصّل للفخر الرازي: نقد وتهذيب وتنقيح له.
- شرح الإشارات والتنبيهات لابن سينا: وهو من أهمّ شروحه، وأعمقها.
- آداب المتعلّمين: وهو هذا الكتاب الذي نقدّم له.
- جواهر الفرائض: وهو كتاب في الإرث ،وهو الأثر الفقهيّ الوحيد المعهود للمحقق الطوسيّ،وله نسخ في مكتبة السيد المرعشيّ اقدمها برقم (49 م).
مكانته:
وقد احتلّ المحقّق الطوسي بنبوغه وجدّه مكانةً سامية بين العلماء الذين وصفوه ب <الإمام> <الأجل> <الأعظم> <الأفضل> <الفيلسوف> <الأكمل> <المحقّق> <نصير الحقّ والملّة والدين> <مفخر العلماءء والأكابر> <سيّد الحكماء> <خاتم المحقّقين> <أفضل الحكماء والمتكلّمين> <فخر الحكماء> <سلطان العلماء> <وجيه الإسلام والمسلمين> <مولانا المعظّم> <اُستاذ البشر> <الخواجه> (7).
الهامش
صاحب العظمة, لاحظ: كتاب صبح الأعشى (ج 6 ص 13)
وكتب الباحث اللغوي حبيب زيات المصري بحثاً قيّماً عن هذه الكلمة اصلها وتلفظها وتداولها التاريخي،نشر في مجلة الموسم البيروتيّة ،العدد (23 و 24) عام 1416 (ص 283-287).
======================ص 40 ================
نماذج مصوّرة من المخطوطات المعتمدة
1 - بداية نسخة (ف) وهي في مكتبة الفاضل الخونساري برقم (13)
2 - نهاية نسخة (ف) وهي في مكتبة الفاضل الخونساري برقم (13)
3 - بداية نسخة (أ) وهي في المرعشية برقم (4682)
4 - نهاية نسخة (أ) ويليها في المجموعة بداية كتاب <الأربعين> لوالد البهائي
5 - بداية نسخة (ب) وهي في المرعشيّة برقم (1145)
6 - نهاية نسخة (ب) وهي في المرعشيّة برقم (1145)
7 - بداية نسخة (د) وهي في المرعشيّة برقم (8311)
8 - نهاية نسخة (د) وهي في المرعشيّة برقم (8311)
9 - بداية نسخة (ع) وهي في المرعشيّة برقم (3635)
01 - نهاية نسخة (ع) وهي في المرعشيّة برقم (3635)
11 - بداية نسخة (و) وهي في المرعشيّة برقم (6112)
- نهاية نسخة 12 (و) وهي في المرعشيّة برقم (6112)
13 - بداية بعض النسخ
\14 - نهاية بعض النسخ
======================ص 55 ================
آدَابُ المُتَعَلمِين
بسم الله الرحمن الرحيم
(وبه نستعين) (1)
الحمدُ لله على آلائه، وأشكره على نَعمائه، والصلاةُ على سيّد أنبيائه،
خير أوصيائه.
[1 - المقدّمة]
وبَعْدُ:
فكثير من طُلاّب العلم لا يتيسَرُ لهم التحصيلُ - وإنِ اجتهدوا - ولا ينتفعُونَ من ثمراته - وإنِ اشتغلوا - لأنّهم أخْطأوا طريقَه، وتركُوا شرائطَه. وكل مَنْ أخطأ الطريقَ، ضَلَ (2) فلا ينالُ المقْصُودَ.
فأردتُ أنْ اُبَينَ طريقَ التعلم، على سَبيل الاخْتِصارِ، على ما رَأيْتُ
الهامش
(1) ما بين القوسين من (ف، د، ع، و).
(2) زاد في غير (أ، ف، ب) هنا كلمة: <وأضَلَ>.
======================ص 56 ================
في الكُتّابِ (3) وسَمعتُ من أساتيذي (4) اُولي العلم.
والله الموفّقُ، والمعينُ.
فاُبيّنُ المقصودَ في فُصُولٍ شَتّى:
الهامش
(3) الكُتّابُ: مدرسة لتعليم الصبيان الكتابةَ والقِرأة، وتحفيظهم القرآن الكريم، جمعه: كتاتيب. وفي الزرنوجي: على ما رأيت في الكُتُب.
(4) قوله (أساتيذي) ليست في (ف).
======================ص 57 ================
الفصل الأول
في ماهيّة العلم وفضله
[2 - فرض العلم]
إعلم أنّه قالَ رسول الله صلى الله عليه وآله: <طَلَبُ العلمِ فريضة على كُلّ مُسْلمٍ ومُسْلمةٍ> (5).
الهامش
(5) جاء الحديث بهذا النصَ في كتابنا، وفي الزرنوجي، وكذلك رواه الشيخ ابن فَهد الحليّ في (عدّة الداعي ص 63) مسندا عن الإمام الرّضا عليه السلام مرفوعا إلى النبيّ صلىالله عليه وآله وسلم. وقال الشيخ امين الإسلام الطبرسي في خطبة تفسير مجمع البيان ما نصّه: قد صحّ عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في ما رواه لنا الثقات بالأسانيد الصحيحة مرفوعاً إلى إمام الهدى وكهف الورى ابي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام عن اَبائه سيّد عن سيّد وإمام عن إمام إلى ان يتّصل به عليه واَله السلام انّه قال: . . . الحديث ،لاحظ مجمع البيان (ج 1 ص).
وارسله ابن الطبرسي في مشكاة الأنوار (ص 182) وكذلك أرسله الشيخ ابن أبي جُمهور الأحسائي في عوالي اللاَلي (704 ح 36) ونقله عنه المجلسي في بحار الأنوار (1771).
لكن رواه الشيخ الطوسيّ في الأمالي (1022 و 182) مسندا عن الرّضا عليه السلام مرفوعا - في ابتداء حديثٍ طويل - من دون لفظ: <ومُسلمة>.
وللحديث عند العامة طرق كثيرة، ذكرها السخاوي في (المقاصد الحسنة ص 5 - 277) وقال: <ومسلمة> ليس لها ذكر في شي من طرقه.
وانظر (الرحلة في طلب الحديث) للخطيب البغدادي، وجامع بيان العلم (71 - 10).
======================ص 58 ================
والمرادُ من العلم - هاهنا -: علمُ الحال ِ، أي: المحتاجُ إليه في الحالِ ، المُوْصِلُ إلى النَفْع في المَآلِ. كما يُقالُ: <أفْضَلُ العلمِ علمُ الحال ، وأفْضَلُ العَمَلِ حِفْظُ المَآلِ (6)>.
فيفرضُ على الطالب ما يُصْلِحُ حالَه.
[3 - شَرَفُ العلم]
وشَرَفُ العلم لا يخفى على أحَدٍ. إذِ العلمُ هو المختَص بالإنْسانِيّة (7) لأِنَ جميع الخصال - سوى العلم - يشترك فيها الإنسانُ وسائر الحيوانات كالشجاعة ، والقُوَة ، والشَفَقَة ، وغيرها.
[4 - العلمُ فضيلة]
وبه أظْهرَ الله تعالى فَضْلَ آدَمَ عليه السلام على الملائكة، وأمَرَهم بالسجودِ له (8).
الهامش
(6) في (ف) حفظه، وفي (ب): حفظ الحال.
(7) في الخشاب، وبعض النسخ: بالانسان.
(8) أي في قوله تعالي: (وَعَلَمَ آدَمَ إلاسْمَأَ كُلَها. . . ) ثمّ قال تعالي: (وَإذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوْا لاَِدَمَ فَسَجَدُوا. . . ) من الاَيتين (31 و 32) من سُورة البقرة (2).
======================ص 59 ================
[5 - السّعادة بالعلم]
وأيضا: هو الوسيلةُ إلى السعادة الأبَديَة ، إنْ وَقَعَ العَمَلُ على مُقتضاه (9).
الهامش
(9) للتفصيل عن فضل العلم وشرفه راجع: مقدمة <منية المريد> للشهيد الثاني، حيث عقد فصولا سبعة لاستيعاب ذلك، وخصّص الفصل الثالث لذكر ما ورد عن أئمة أهل البيت: من طريق الخاصة، فانظر (ص 93 - 127) ولاحظ (108 - 119).
و: <أدب الدُنيا والدين> للماوردي (ص 41 - 43). وقال عليّ أميرُ المؤمنين عليه السلام <أعز العِز العِلْمُ، لأنَ به معرفةَ المعادِ والمعاشِ، وأذل الذُلَ الجهل، لأنّ صاحبه أصمّ، أبكم، أعمى، حَيْران>. في نزهة الناظر (ص 33).
وقال عليه السلام:
العلمُ زَيْن فكُن للعلم مكْتَسِبا * وكُنْ له طالِبا ما عِشتَ مُقْتَبِسا
اُرْكُنْ إليه وَثِقْ بالله واغْنَ بِه * وكُنْ حليما رزينَ العقلِ مُحْتَرِسا
وكُنْ فَتًى ماسِكا مَحْضَ التقى ورعا * لِلدينِ مُغْتَنِما لِلعلمِ مُفْتَرِسا
فَمَنْ تَخَلَقَ بالاَدابِ ظَلَ بها * رئيسَ قَوْمٍ إذا ما فارَقَ الرُؤَسا
الديوان (ص 72).
وقال عليه السلام:
لو صِيْغَ من فِضَةٍ نَفْس على قَدَر * ِلعادَ من فضله لمّا صَفا ذَهبا
ما للفتى حَسَب إلا إذا كَمُلَتْ * أخلاقُه وحَوى الاَدابَ والحَسَبا
فاطْلُبْ فَدَيتُكَ عِلما واكْتَسِبْ أدبا * تَظْفَرْ بذاك به واسْتَعْجِلِ الطَلَبا
الديوان (ص 46).
وقال الإمام أبو جعفر الباقر عليه السلام: <تعلّموا العلم فإنّ تعلّمه حسنة، وطلبته عبادة، ومذاكرته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه صدقة، وبَذْله لأهله قُرْبة. والعلم مأواه الجنة، واُنْس في الوحشة وصاحب في الغربة، ورفيق في الخلوة، ودليل على السرّأ، وعون على الضرّأ، وزين عند الأخلاّض، وسلاح على الأعداء.
يرفع الله به قوما في الخير، ليجعلهم أئمةً يقتدى بفعالهم، وتقتص آثارهم، ويصلّي عليهم كل رطب ويابِس وحيتانُ البحر وهوامه وسباعُ البرّ وأنعامُه. في نزهة الناظر (ص 50).

======================ص 60 ================
[6 - أنواع من العلم]
فالعلمُ الذي يُفْرَضُ على المكلَفِ بعينه (10) يجبُ تحصيلُه ، وجَبْرُه (11) عليه إنْ لَمْ يُحَصلْ.
والذي يكونُ الاحْتياجُ إليه في الأحْيان ِ، فرض (12) على سَبيل الكِفاية إذا قامَ به البعضُ سَقَطَ عن الباقينَ ، وإنْ لم يكنْ في البَلَدِ مَنْ يقومُ به، اشتركوا - جميعا - بتحصيله ، بالوجوب (13).
قيلَ: <إنّ علمَ ما نفعُ (14) على نفسه، في جميع الأحوال ، بمنزلة الطعام ،
الهامش
(10) في نسخة (أ): نفسه، بدل <بعينه>.
(11) كذا في الخشاب وأكثر النسخ، وفي (أ، ف، و، ع) والاُخرى: <وجُبِرَ>.
(12) في الخشاب: فرضا، وهو غلط، لأنّه خبر (الذي).
(13) في غير (ف) بتحصيله وللتفصيل عن أنواع العلم، راجع: منية المريد (ص 379 - 383).
(14) كذا في أكثر النسخ وفي الزرنوجي (يقع) وفي (د) وبعض النسخ: ينفع، بدل <يقع> هنا وفي الجملة التالية.
======================ص 61 ================
لابُدَ لكلّ أحدٍ من ذلك.
وَعلمُ مانفعَ في الأحيانِ ، بمنزلة الدوأ، يُحتاجُ إليه في بعض الأوقات.
وَعلمُ النجوم بمنزلة المرض ، فتعلمه حرام لأنَه يضر ولا ينفعُ، إلاّ قَدَرمايُعْرَفُ به القِبْلةُ، وأوقاتُ الصلاة وغير ذلك، فإنّه ليس بحرامٍ> (15).
الهامش
(15) علم النجوم ضرره وحرمته:
يُطلق علم النجوم تارةً على معرفة النجوم وأعدادها وحركاتها ومواقعها وأزمانها، فهذا من المعارف البشريّة العامّة المتداولة، إلا انّه لا يُفيد طالب العلم الديني شيئا، إذ لا أثر له في حياته ولا يترتّب على معرفته شي خاص، فبذل الجهد فيه مضر له، من جهة تفويت الوقت عليه، عن تحصيل ما هو ضروري، أو أكثر أهميّة ونفعا وأثرا في حياته العملية، وهذا معنى قول الماتن: يضر ولا ينفع.
وعلى هذا فيكون الاستثناء في قوله: <إلا قدر ما يعرف. . . > إلى آخره، متّصلا، إلاّ أن الحكم بحرمة هذا العلم شرعا، لا دليل عليه ما لم يؤدّ إلى تقصير في أداء ما يجب على المكلّف معرفةً أو أداءً.
وقد يُطلق علم النجوم على خصوص تعلّم ما يتداوله المعتقدون بتأثير الكواكب العلوية في الشؤون الكونية، وأنها الفاعلة للاَثار من دون إرادة الصانع الجبار - تعالى الله عمّا يقول الجاهلون - فهذا محكوم بالحرمة لابتنائه على الكفر بالله أو الشرك أو التفويض أو تحديد قدرته تعالي، وكلّ ذلك مخالف للحقّ المدلول عليه في محلّه.
وهذا يضرّ بطالب العلم عقيدة، ولا ينفعه علما ولا عملا لابتنائه على اُمور غير واقعية بل على أحكام والتزامات تخمينية وتكهنات أو أفكار خرافيّة أو نقول غير مؤكّدة ولا مضبوطة. وعلى هذا فالاستثناء في قوله: <إلا قدر. . . > منقطع كما لا يخفي.
======================ص 62 ================
[7 - ماهيّة العلم]
وأمّا تفسير (16) العلم: فهو صِفة يتجلّى بها - لمنْ قامت هي به - المذكورُ (17).
[8 - العلم حُجّة على المتعلّم]
فينبغي لطالب العلم أنْ لا يغْفُلَ عن نفسه ، وما ينفعُها ، وما يضرها ، في أوْلاها واُخراها فيَسْتجلبُ ما ينفعُها، ويجتنبُ عمّا يضرها لئلاّ يكونَ عقلُه وعلمُه حجَةً عليه فتزدادُ عقوبتُه (18).
الهامش
(16) كذا في الزرنوجي وأكثر النسخ، لكن في الخشاب و (ف) ونسخ اُخري: نفس، بدل <تفسير>.
(17) ارتبكت النسخ في إثبات هذا التعريف:
ففي أكثرها والخشاب هكذا: <فهي صفة يتحلّى. . . >.
وفي بعضها: <. . . يتحلّى بها مَنْ قامت به فَمخْصوص بالمذكور>.
وفي نسخة: <. . . لا يتجلّى بها إلا لمن. . . >.
وما أثبتناه من الزرنوجي و (ف، و) ، ومعناه: أنّ العلم صِفة تتّضح بها المعلوماتُ لمن وُجدت فيه.
(18) في الزرنوجي ونسخٍ: <. . . عقوبة> وفي بعض النسخ: <فيزاد عقوبة>.
======================ص 63 ================
الفصل الثاني
في النيَة
[9 - لزوم النيّة]
لابُدّ لِطالِبِ العلم من النيَة (19) في تَعَلمِ العلم، إذ النيّةُ هي الأصْلُ في جميع الأفعال، لقوله صلى الله عليه وآله: <إنّما الأعمالُ بالنيّات، وإنّما لكُلّ امرىٍ ما نوى> (20).
الهامش
(19) في هامش الخشاب <أطلُبُ العِلْمَ لوجوبه قُرْبةً إلى الله تعالي>.
(20) هذا الحديث لم يذيّل بقوله: <وإنّما لكل امرى ما نوي> في بعض النسخ وجُعل الذيل حديثا مستقلا في نسخ اُخري. وقد رواه الشيخ الطوسيّ في تهذيب الأحكام (831) ح 218 و (1864) ح 519 مذيّلا بلفظ: <. . . وَإنّما لكلّ امْرِىٍ مَا نَوَى> مرسلا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفي الحديث (518) مع الذيل، ونقله عنه في وسائل الشيعة (56) ح 7197 ، مذيّلا، وانظر الوسائل (481) ح 88 و 89. ورواه - مذيّلا وغير مذيّلٍ - ابن أبي جمهور الأحسائي في عوالي اللاَلي (811) ح 3 و (3801) ح 2 و (112) ح 19 و (1902) ح 80. ورواه من العامّة: البخاري في الصحيح (21) باب بد الوحي، ومسند أحمد (251) والبيهقي في السنن الكبرى (3417) وابنُ عساكر في الأربعين البلدانية (46 - 47) وهو أوّل أحاديث الجامع الصغير، للسيوطي.
وقال الزرنوجي: حديث صحيح.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://fqheahlalbayt.forumarabia.com
 
تكملة كتاب آدَابُ المُتَعَلِّمِينَ للشيخ الإمام المحقّق أبي جعفر نصير الدين الطوسيّ محمّد بن محمّد بن الحسن المعروف ب- <الخواجه> (795 - 276) تحقيق وتوثيق السيّد محمّد رضا الحسينيّ الجلالي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تكملة كتاب آدَابُ المُتَعَلِّمِينَ للشيخ الإمام المحقّق أبي جعفر نصير الدين الطوسيّ محمّد بن محمّد بن الحسن المعروف ب- <الخواجه> (795 - 276) تحقيق وتوثيق السيّد محمّد رضا الحسينيّ الجلالي ج4
» تكملة كتاب آدَابُ المُتَعَلِّمِينَ للشيخ الإمام المحقّق أبي جعفر نصير الدين الطوسيّ محمّد بن محمّد بن الحسن المعروف ب- <الخواجه> (795 - 276) تحقيق وتوثيق السيّد محمّد رضا الحسينيّ الجلالي3 ج3
» الدعاء عند أهل البيت عليهم السلام كتاب الدُّرًّةُ البَاهرة من الأصدَاف الطاهِرة للفقيد الشهيد محمد بن جمال الدين مكي العاملي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات هيئة فقه الرسول الأعظم وأهل البيت الأطهار والصحابة الأبرار :: منتدى مكتبة اهل البيت الشاملة-
انتقل الى: